وسط تصاعد التوترات في غزة واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، أعلنت حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح خمسة محتجزين إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا، وهو ما وصفته الحركة بأنه استجابة لوساطة مصرية وقطرية. تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية إلى التوصل إلى هدنة قبل عيد الفطر، لكن إسرائيل ردت باقتراح مضاد، ما يضع مستقبل المفاوضات على المحك.
عرض حماس واستجابتها للوساطة الدولية
إلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، في خطاب متلفز مساء السبت، إن الحركة وافقت على العرض الذي تلقته قبل يومين من مصر وقطر، والذي ينص على إطلاق سراح خمسة محتجزين إسرائيليين مقابل وقف شامل لإطلاق النار لمدة 50 يومًا.وأضاف الحية: “تلقينا عرضًا من الوسطاء في مصر وقطر، وتعاملنا معه بإيجابية وقبلناه، ونأمل ألا يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تقويضه”.وأكد أن حماس لن تتخلى عن سلاحها تحت أي ظرف، معتبرًا أنه “خط أحمر”، طالما بقي الجيش الإسرائيلي في غزة.
الرد الإسرائيلي والموقف الرسمي
في المقابل، رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان أن إسرائيل قدمت مقترحًا مضادًا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، دون الكشف عن تفاصيله.ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن إسرائيل تطالب بإطلاق سراح 10 من أصل 24 محتجز يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة، إلى جانب تسليم جثث بعض المحتجزين الذين قُتلوا، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.وفي ظل عدم مشاركة إسرائيل المباشرة في مفاوضات الدوحة، التي تتوسط فيها مصر وقطر، لا يزال الغموض يكتنف إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل عيد الفطر.
تصعيد عسكري وارتفاع حصيلة الضحايا
تزامن الإعلان عن المفاوضات مع تصعيد عسكري إسرائيلي جديد في غزة. فبعد استئناف العمليات العسكرية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 50،000 شخص، بينما أصيب أكثر من 113،000 منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.كما نشرت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، مقطع فيديو جديدًا يُظهر المحتجز الإسرائيلي إلكانا بوهبوت، وهو يناشد حكومته تأمين إطلاق سراحه. ويُعد هذا الفيديو الثاني من نوعه خلال أيام، في محاولة واضحة من حماس للضغط على إسرائيل عبر الرأي العام الداخلي، على حسب ما جاءت به صحيفة الجارديان البريطانية.
استهداف سيارات الإسعاف وإدانة دولية
في تطور آخر، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت بإطلاق النار على سيارات إسعاف في رفح، جنوب غزة، مدعيًا أنها كانت “مركبات مشبوهة”، وهو ما أدى إلى استشهاد شخص واحد على الأقل. وقد أدانت حماس الهجوم، واصفةً إياه بـ”جريمة حرب”.