قال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الميزة الأساسية في “التعهيد” أنها صناعة تصدر خدمات وتوفر عملة صعبة دون حاجة إلى مستلزمات إنتاج أو مواد أولية للصناعة، موضحا أن القيمة المضافة للخدمة التي تُقدَّم خارج مصر تزيد على 90%، لأن الكلفة تتمثل في العقل البشري والاتصالات، وهي لا تزيد على 10% من السعر الذي تتقاضاه الشركة نظير تقديم هذه الخدمة.
وأضاف طلعت، عبر برنامج “الاقتصاد 24” على القناة الأولى، اليوم الخميس، أن قوام صناعة “التعهيد” الأساسي هو المهارات والقدرات البشرية في كل تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يمثل سر اختيارهم لها لتكون واحدة من أهم 4 قاطرات للاقتصاد المصري في الوقت الحالي، وهي: “الزراعة، والصناعة، والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”، لأنها تعتمد على الموارد البشرية، ومصر بالغة الثراء بهذه الموارد.
وأشار الوزير إلى امتلاك مصر أكثر من 110 ملايين نسمة، يشكل الشباب المتطلع إلى النجاح النسبة الأكبر منهم، وجميع مؤسسات وهيئات الوزارة تعمل في هذا الاتجاه من خلال تدريب الشباب وبناء مهارات متكاملة من: “تقنية وملكات شخصية وقدرات لغوية وخبرات عملية” لإعداد متخصص متكامل القدرات يستطيع أن ينافس بفاعلية في سوق العمل.
وأوضح أن التعهيد هو أن تقيم شركة أجنبية مركزًا في مصر، وتعيّن متخصصين مصريين ليقوموا بخدمات رقمية مثل: “تحليل البيانات، والدعم الفني، والاتصالات، والبرامج المدمجة” لعملاء هذه الشركة في دولة أخرى، وبالتالي تُصدر مصر خدمات رقمية إلى الدول الأخرى، مما يجلب عملة صعبة ويخلق فرص عمل داخل مصر لشبابنا.
وقال وزير الاتصالات، إنه عندما عرض خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “التعهيد”، الدول التي ستوقع مع مصر اتفاقيات تعهيد، ظهر أن كثير منها من الدول الرائدة في هذا المجال، لأن الكفاءات والمهارات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالغة الندرة ومطلوبة، ولا توجد دولة مهما بلغ عدد سكانها تستطيع أن تفي بالمطلوب من مهارات سوق العمل وحدها، بل لابد أن تتعاون مع الدول الأخرى.
وأضاف الوزير، أن كل الشركات التي التقى بقياداتها من غير المصريين، والذين قرروا فتح مراكز تعهيد في مصر، كانت إجابتها عن سؤال “ماذا جذبكم إلى مصر؟”، هي المهارات والملكات لدى المصريين، فالمصري بطبيعته مجتهد ومرن ويجد سبيلاً لتخطي العقبات، وهو متعاون بطبعه.
وأكد أن الموقع الجغرافي لمصر يمثل عاملاً مهمًا خاصة مع السوق الأوروبي، أما بالنسبة للسوقين الأمريكي والآسيوي فالتقارب الثقافي وليس الجغرافي هو العنصر الأهم، إضافة إلى قدرة المصريين على التفاعل مع الثقافة العملية الرفيعة في هذه الدول المتقدمة، وهو ما يجذبهم إلى الاستثمار في مصر، وأن استهداف الأسواق التي تبعد عن مصر جغرافيًا أمر مهم جداً في استراتيجية الدولة للتوسع في صناعة التعهيد.
وأوضح أن التفكير في التعهيد كان منذ عام 2018، حيث إنه بدأ العمل على وضع استراتيجية “مصر الرقمية”، وكان من ضمن مناحيها خلق فرص عمل، وجاءت فكرة أن يتحول قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من قطاع خدمي إلى خدمي وإنتاجي في نفس الوقت، بحيث يصدر خدمات رقمية إلى الخارج بجانب مسئولياته التقليدية في تقديم خدمات الاتصالات المختلفة على نحو أكثر كفاءة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل رؤساء وقيادات 52 من كبريات الشركات المصرية والعالمية العاملة في مجال صناعة التعهيد بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك على هامش مشاركتهم في القمة العالمية لصناعة التعهيد التي استضافتها مصر يومي 9 و10 نوفمبر الجاري، ونتج عنها توقيع 55 اتفاقية مع وزارة الاتصالات، والتي ستسهم في توفير 75 ألف فرصة عمل جديدة خلال الـ 3 سنوات المقبلة.
اقتصاد, بوابة الشروق
13 نوفمبر، 2025