بوابة الشروق, ثقافة 14 نوفمبر، 2025

عُقد بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان: «توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة في إثراء العرض المتحفي وتحسين تجربة الزائرين: المتحف المصري الكبير نموذجًا»، وذلك احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير. أدار النقاش المهندس زياد عبد التواب، عضو المجلس الأعلى للثقافة، وتحدّث فيها كلٌّ من الدكتور أحمد رحيمة، معاون وزير السياحة والآثار لتنمية الموارد البشرية، والدكتور محمد شعبان غلاب، معاون وزير السياحة والآثار للخدمات الرقمية.
استهل المهندس زياد عبد التواب النقاش بالتأكيد على أهمية توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة في إثراء العرض المتحفي وتحسين تجربة الزائرين، خاصة عند الحديث عن المتحف المصري الكبير بوصفه نموذجًا عالميًا يُحتذى به في دمج الحضارة بالتكنولوجيا، حيث تسهم تلك التقنيات في تحويل زيارة المتحف من مشاهدة تقليدية إلى تجربة تفاعلية تجمع بين المعرفة والانغماس في التفاصيل.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد رحيمة أن المتحف القومي للحضارة المصرية يسير جنبًا إلى جنب مع المتحف المصري الكبير في صياغة المشهد المتحفي الحديث في مصر، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير يعد أكبر متحف أثري في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة. وأضاف أن المتحف، الواقع على مقربة من أهرامات الجيزة، يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة. كما يتميز بتصميم معماري يمزج بين الطابع المصري القديم والتقنيات الحديثة في العرض، ويضم مركزًا عالميًا للترميم يُعد الأكبر في الشرق الأوسط. وأكد أن كلًّا من المتحف القومي للحضارة والمتحف المصري الكبير يمثلان ركيزتين أساسيتين في رؤية مصر الثقافية الجديدة، التي تسعى إلى تقديم التراث المصري بأسلوب علمي ومعاصر يليق بمكانتها الحضارية عالميًا.
وفي كلمته، شدد الدكتور محمد شعبان غلاب على أن التقنيات التكنولوجية الحديثة أصبحت عنصرًا محوريًا في تطوير العرض المتحفي داخل المتاحف المصرية، موضحًا أن الهدف لم يعد يقتصر على عرض القطع الأثرية، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم تجربة معرفية وتفاعلية تساعد الزائر على فهم السياق التاريخي والحضاري لكل قطعة. وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة المصرية يتقدمان في استخدام تقنيات العرض الرقمي والوسائط المتعددة والواقعين الافتراضي والمعزز، بما يتيح تقديم تجربة فريدة للزائر. وأضاف أن الوزارة تعمل على تعميم هذه التقنيات في مختلف المتاحف والمواقع الأثرية ضمن خطة للتحول الرقمي، تشمل حجز التذاكر إلكترونيًا عبر منصة «رحلة» لما يصل إلى 112 موقعًا أثريًا، عبر الموقع أو التطبيق الذكي. كما أشار إلى توفير خدمة الإنترنت اللاسلكي المجاني (WiFi) داخل المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن هذه المنظومة تسهم في تحسين إدارة المواقع الأثرية وتنظيم حركة الزوار وتقديم محتوى تثقيفي يعكس ريادة مصر في دمج التكنولوجيا بالتراث.

زيارة مصدر الخبر