تتجه شركة OpenAI فعليًا لخطوة جديدة قد تُغيّر تجربة استخدام ChatGPT، وذلك عبر إدراج الإعلانات داخل التطبيق، ورغم عدم وجود إعلان رسمي حتى اللحظة، فإن رصد مستخدمين لإشارات مرتبطة بالإعلانات داخل الإصدار التجريبي من التطبيق أثار موجة واسعة من الترقّب والتساؤلات حول شكل التجربة القادمة.
هل تطلق OpenAI خاصية الإعلانات داخل ChatGPT؟
البداية كانت عندما نشر تيبور بلاهو، كبير المهندسين في AIPRM، لقطة شاشة على منصة X ، نقلًا عن “Android Authority”، تُظهر وجود سلاسل برمجية جديدة داخل النسخة التجريبية من تطبيق ChatGPT لنظام أندرويد.
وتضمّنت هذه السلاسل عبارات واضحة مثل “ads.feature” و”استهداف الإعلان” و”محتوى البازار و”إعلان البحث”، و”عرض إعلانات البحث الدوار” حيث يشير جود هذه المفردات في بنية التطبيق، إلى أن OpenAI تختبر آليات متقدمة لعرض الإعلانات، من بينها الإعلانات القائمة على البحث، والإعلانات الموجهة، وكذلك الإعلانات الدوارة، وهو ما يوحي بأن الشركة قد تطوّر نظامًا متكاملاً للمحتوى الإعلاني داخل محادثات المستخدم.
وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن اعتبار هذه المؤشرات دليلاً نهائيًا، إذ تظهر المعلومات فقط داخل مقتطفات من الشفرة البرمجية، مما يجعل احتمال تغييرها أو التخلي عنها واردًا، لكن تكرار التجارب يشير إلى وجود اتجاه فعلي داخل الشركة لتفعيل مصادر إيرادات جديدة.
ظهور أول إعلان فعلي داخل التطبيق
لم يتوقف الأمر عند الشفرة البرمجية؛ فقد شارك مستخدم آخر يُدعى يوتشن جين لقطة شاشة لإعلان ظهر له بالفعل أثناء استخدامه للتطبيق، وجاء الإعلان في صورة لافتة أسفل الشاشة مكتوب فيها:”ابحث عن فصل لياقة بدنية، تواصل مع بيلوتون”.
مخاوف من إطلاق الإعلانات الموجهة و خصوصية المستخدمين
وبحسب المستخدم، فإن الإعلان لم يكن مرتبطًا بما كان يناقشه مع الروبوت في ذلك الوقت، ما يدل على أن الشركة تختبر حالياً نموذج العرض فحسب، دون تفعيل الاستهداف الإعلاني المخصص.
ورغم أن الإعلان جاء عامًا، فإن الفكرة نفسها فتحت بابًا واسعًا للأسئلة حول مستقبل الخصوصية على ChatGPT، خاصة إذا توجّهت OpenAI لاحقًا نحو الإعلانات الموجهة التي تعتمد على تحليل بيانات المستخدمين.
هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها مسألة الإعلانات داخل ChatGPT، فوفقًا لتقارير سابقة، بدأت OpenAI بالفعل في دراسة الإعلانات كقناة مستقلة للإيرادات منذ أغسطس الماضي، وجاء هذا التوجه عقب انضمام فيدجي سيمو – الرئيس التنفيذي للتطبيقات في الشركة والرئيس السابق لتطبيق فيسبوك _ والذي يُعرف عنه تبنّيه نماذج الإيرادات القائمة على الإعلانات.
وتشير تقارير داخلية إلى أن “سيمو”، يدعم بشدة فكرة الإعلانات باعتبارها وسيلة لدعم النمو الاقتصادي للشركة، خاصة مع المنافسة المتصاعدة في سوق الذكاء الاصطناعي وتكاليف التشغيل الهائلة للنماذج الكبيرة.
من المتوقع إعفاء الاشتراكات المدفوعة… واستهداف النسخة المجانية
ورغم غياب أي إعلان رسمي، إلا أن أكثر السيناريوهات ترجيحًا يشير إلى أن مستخدمي الباقات المدفوعة Plus وPro سيُعفون من الإعلانات تمامًا، في حين سيظهر العدد الأكبر منها لمستخدمي النسخة المجانية.
كما قد تمتد الإعلانات إلى فئة ChatGPT Go التي تُعد خيارًا متوسط التكلفة، نظرًا لأنها ليست ضمن الاشتراكات الراقية.
هذا التوجه يتماشى مع النموذج التقليدي الذي تتبعه العديد من الخدمات الرقمية، حيث تتلقى الفئة المجانية الإعلانات مقابل إتاحة الخدمة دون مقابل.