بعد مسيرة مهنية غنية ومتنوعة، أصدرت الكاتبة الروائية والسيناريست الجزائرية حورية خدير روايتها الأولى، التى أطلقتها فى معرض القاهرة للكتاب 2025، والصادرة عن دار «كنوز» للنشر، تحت عنوان «بوابة سيفار.. ما وراء الجدار الجليدى»، لتنضم إلى قائمة إبداعاتها، التى بدأت بتأليف قصة للأطفال، ثم كتابة سيناريو عدد من المسلسلات الدرامية الجزائرية، مثل «سحر المرجان» و«شمس الحقيقة» وغيرهما. وخلال حديثها إلى «الدستور»، تناولت الكاتبة الجزائرية أثر الفن والأدب المصرى على تكوينها الثقافى، وتحدثت عن تفاصيل روايتها الجديدة، ورحلتها فى عالم الكتابة من السيناريو إلى الرواية، وموقع الكاتبات والأديبات من المشهد الثقافى الجزائرى، بالإضافة إلى ما تبقى من آثار «العشرية السوداء» على هذا المشهد.■ بداية.. كيف رأيت معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أولى مشاركاتك به؟هذه أول مرة أزور فيها مصر، وأنا فخورة بمشاركتى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ككاتبة، وقد وجدت أن المعرض هائل جدًا، فهو من بين أكبر المعارض فى العالم، وأشعر بإحساس جميل، لأن فى المعرض قراء وكتّابًا من كل أنحاء العالم ومن كل الدول العربية.■ لماذا اخترت القاهرة لنشر أولى رواياتك «بوابة سيفار»؟- اخترت أن يصدر أول عمل روائى لى من القاهرة لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه، وأنا راضية جدًا عن أول تجربة نشر لى بدار نشر مصرية، والحمد لله.■ ما موضوع الرواية؟- «بوابة سيفار» هى رواية خيالية، مبنية على أساس علمى، والقصة أن هناك بوابات نجمية تمر بنا عبر الزمن، وفى الرواية يقال إن كل «برمودا العالم» متواجدة فى «سيفار»، وإنه بعد اكتشاف «جداريات سيفار» بدأ التغير فى تاريخ العالم.و«جداريات سيفار» هى أقدم جداريات ورسومات وجدت فى العالم، وهى موجودة فى الصحراء الجزائرية، وهذه الجداريات صنفتها اليونسكو كحاضرة وطنية، باعتبارها من جداريات ما قبل التاريخ، وعمرها من 15 إلى 20 ألف سنة قبل الميلاد.وفى «سيفار» وجدت حوالى 15 ألف جدارية، والبعض يقول إن هناك 30 ألف جدارية، لكن الأحوال المناخية غطت على بعض هذه الجداريات.وتحتوى هذه الجداريات على رسومات غريبة لفضائيين وغواصين ونساء يلبسن اللباس الحالى، مما يدل على وجود حضارة ما فى هذه المنطقة.■ فى تقديرك.. لماذا يقبل القراء على روايات الخيال العلمى؟- يميل البشر إلى الخيال، ولهذا نقبل على السينما، التى تعبر عن كل جوانب الحياة، الرومانسية والتشويق والدراما، وكما يقول علم النفس، فنحن نرى فى الفن والأدب الأشياء من حولنا، والأشياء التى تدور فى عقولنا الباطنة، أو نرى ما نريد رؤيته.
الكاتبة الجزائرية حورية خدير ومحررة الدستور نضال ممدوح■ ما سبب إقبالك على كتابة الرواية؟- هذه أول رواية لى، لكن سبق أن كتبت السيناريو لعدة أعمال درامية، وكتبت سيناريوهات لمسلسلات لتليفزيون الجزائر، مثل «دوامة الحياة» و«شمس الحقيقة» و«سحر المهرجان» و«دار شهرزاد» و«عندما تجرحنا الأيام».ومنذ الصغر كنت أصغر كاتبة سيناريو فى الجزائر ينتج لها عمل تليفزيونى، وكنت لا أزال أدرس فى الجامعة، وبالمناسبة، أنا خريجة ليسانس فيزياء وأدرس حاليًا ليسانس إعلام واتصالات. وبالأساس، أثرت دراستى للفيزياء على اتجاهى لكتابة الخيال العلمى، فرواية «بوابة سيفار» مبنية على بعض الوقائع والنظريات العلمية، مثل نظرية الثقوب السوداء.بالإضافة إلى أن حبى لبلدى الجزائر دفعنى لوصف جمال مناطقه، وأيضًا قصدت بالرواية الترويج للسياحة فى بلادى، لأنى أؤمن بأن الكتاب من أهم عوامل توجيه القارئ والتطوير فى كل المجالات.■ هل يعنى ذلك أن كتابة السيناريو هى ما دفعك للكتابة الأدبية؟- لم أجد صعوبة فى الكتابة الأدبية بعد كتابة السيناريو، فكتابة السيناريو بها تفصيل وكذلك الرواية التى تعتمد على تفاصيل الشخصيات، وروايتى تحتوى مثلًا على بعض المشاهد ووصف الأماكن فى الجزائر.ونعم، كتابتى للسيناريو ساعدتنى على وصف الأماكن، خاصة أن الرواية تعد رحلة تبدأ من مدينة باتنا وصولًا إلى مدينة سيفار فى الجنوب.■ ما موقع الكاتبات على خريطة الإبداع الجزائرى؟ – المرأة فى الإبداع الجزائرى تحتل مساحة كبيرة، وأنا الآن أعمل على كتابة مسلسل جزائرى اسمه «العرق الأصفر»، ويتحدث عن الكثبان الرملية الموجودة فى الصحراء. وقد انتهيت تقريبًا من هذا العمل، وأعمل أيضًا على فيلم تاريخى أكتبه عن المرأة الجزائرية.■ هل ما زال لـ«العشرية السوداء» أثر على الأدب الجزائرى؟- أجل، ما زال أثر «العشرية السوداء» ساريًا فى الكتابة والإبداع بشكل عام، وقد كتبت فقرة عنها فى روايتى، وإن لم أتعمق فيها، لكن من المؤكد أنها لا تزال موجودة فى الأدب الجزائرى، لأنها الماضى، والجميع يكتب عن ماضيه، فإذا عرفنا أخطاء الماضى سنتطور فى المستقبل.ومثلًا، لا نزال نكتب فى الجزائر عن القضية الفرنسية، رغم أننا حصلنا على استقلالنا منذ عام ١٩٦٢، لكنه تاريخ ولا بد وأن يُكتب، كما تكتبون أنتم فى مصر حتى الآن عن حرب أكتوبر. هل للأدب والفن المصرى تأثير فى تكوينك الفكرى والثقافى؟- قرأت لنجيب محفوظ وطه حسين، ومكتبتى تحتوى على جميع أعمال الكتّاب المصريين، وأنا أعشقهم جميعًا، وقد ذهبت لزيارة متحف نجيب محفوظ بالقاهرة مؤخرًا، كما قرأت لكثير من الكتّاب المعاصرين.وفى بداياتى تأثرت بالدراما المصرية والسورية، ونحن طالما تابعنا الأعمال المصرية التى تحوى جانبًا كبيرًا من الإبداع.ومؤخرًا، شاهدت مسلسل «ستهم» للسيناريست ناصر عبدالرحمن، ووجدت كمًا من الإبداع فيه، وكذلك مسلسل «تحت الوصاية» لمنى زكى، وهى الأعمال التى نحتاجها جميعًا فى الوطن العربى، لأن فيها رسالة وتسهم فى تغيير القوانين المجحفة فى حق أى شخص أو امرأة أو طفل.وأنا من المؤمنين بأن الفن يجب أن يحمل رسالة، فلو لم يكن العمل يحتوى على رسالة فماذا سنستفيد منه.
ثقافة, جريدة الدستور
5 فبراير، 2025