أكد أستاذ القانون العراقي علي التميمي أن الحروب التي تشهدها المنطقة العربية ليست نزاعات عشوائية، بل هي صراعات استراتيجية مدفوعة بمصالح اقتصادية وسياسية، وتهدف بالأساس إلى تحقيق نفوذ أمريكي في المنطقة.

الحروب كمحركات للمصالح الاقتصادية والسياسية

وأشار التميمي خلال حديثه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، طبقًا لسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تنظر إلى الحروب في المنطقة كوسيلة لتحقيق مكاسب مادية وتجارية، وفق ما ورد في كتابه الشهير “فن الصفقة”، الذي يركز على مبدأ تحقيق الربح لكل طرف مشارك في الصراع.

علي التميمي لـ «الدستور»: الحروب في المنطقة مستمرة بسبب المصالح الاقتصادية والاستراتيجيات الأمريكية

خبير علاقات دولية: إسرائيل تفتقر للحد الأدنى من أخلاقيات الحروب

 وأوضح التميمي أن هذه الحروب غالبًا ما تنتهي عند تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية، مثل السيطرة على القرار السياسي أو الموارد الحيوية في الدول المستهدفة، مما يجعل التوقعات بإنهاء الصراعات في المدى القريب أمرًا صعبًا للغاية.

التدخل الأمريكي وأهدافه الاستراتيجية

وأشار التميمي إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع الحروب في المنطقة كفرصة لـ تحقيق نفوذ استراتيجي. وأوضح أن أي تدخل عسكري أو سياسي في المنطقة يهدف إلى إعادة ترتيب موازين القوى بما يضمن مصلحة الولايات المتحدة على المستويين الاقتصادي والسياسي.

العراق كنموذج للصراع الأمريكي

أكد التميمي أن العراق يعد مثالاً واضحًا على هذا التدخل الأمريكي، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على القرار السياسي في البلاد وتحويله إلى منطقة نفوذ أمريكي. ما يعكس استمرار الصراعات في المنطقة طالما توجد منافسة على الموارد والطاقة والنفوذ السياسي.وأضاف أن هذا النهج الأمريكي يجعل السلام في المنطقة مرتبطًا دومًا بتحقيق مصالح القوى الكبرى بدلاً من أن يكون هدفًا إنسانيًا أو سياسيًا محايدًا.

تراجع الوعي الوطني والشعبي

وفيما يتعلق بالوضع الداخلي للشعوب العربية، أشار التميمي إلى أن الروح الوطنية والقومية التي كانت سائدة في الماضي بدأت بالتراجع تدريجيًا بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغوط المعيشية، ما أثر على قدرة الشعوب على مقاومة الاحتلال أو الدفاع عن مصالحها.وأكد التميمي أن هذا التراجع في الوعي الوطني أضعف دور المقاومة الشعبية ضد النفوذ الخارجي، رغم أن بعض المدن مثل بغداد والقاهرة لا تزال تحتفظ بقدرة نسبية على مقاومة النفوذ الأجنبي.

الحروب والموارد الطبيعية

وأضاف التميمي أن الحروب في المنطقة العربية مرتبطة بشكل وثيق بـ الاقتصاد والنفط والموارد الطبيعية، مؤكدًا أن أي توقف مؤقت أو تهدئة لن يكون أكثر من حل مرحلي، إذ أن أسباب النزاع نفسها ستستمر في إعادة إشعال الصراعات لاحقًا.

استمرار الصراعات في الشرق الأوسط

واختتم التميمي بالقول إن استمرار الحروب في الشرق الأوسط مرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ السياسات الأمريكية، وأن الحلول النهائية للنزاعات العربية لن تتحقق إلا إذا تم معالجة الأسباب الاقتصادية والسياسية الجذرية لهذه النزاعات، وهو أمر غير متوقع في المدى القصير. وأشار إلى أن النزاعات المسلحة ستستمر في المنطقة على مدار السنوات القادمة.

حروب المنطقة جزء من صراع أكبر

وشدد التميمي على أن الحروب العربية ليست فقط نتيجة الخصومات الإقليمية، بل هي جزء من صراع أكبر تفرضه المصالح الاقتصادية الدولية والنفوذ السياسي العالمي، ما يجعل المنطقة أمام مرحلة انتقالية طويلة من الصراعات والتوترات دون أفق واضح للسلام الدائم. 

زيارة مصدر الخبر