اليوم السابع, فيديو 27 أكتوبر، 2024

نقل تليفزيون “اليوم السابع” بثًا مباشرًا من منزل الحاجة فرحانة حسين سالم سلامة، الشهيرة بأم داود، في مدينة العريش، بعد ساعات من توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريمها بإنشاء حي باسمها في سيناء ومحور في القاهرة، تقديرًا لدورها الوطني، وذلك خلال كلمته في احتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية.

ووجهت الحاجة فرحانة شكرها العميق للرئيس عبر “اليوم السابع”، قائلة: “فرحت جدًا بهذا التكريم، وأشكر الرئيس، وأقول له: حفظك الله وأكرمك كما أكرمتني”. كما عبّرت عن سعادتها هي وعائلتها بالتكريم، موضحة أنها سبق وأن التقت الرئيس في حفل تكريم للأمهات المثاليات.

وأضاف عبد المنعم إبراهيم، ابن الحاجة فرحانة، مشيدًا بتقدير الرئيس لوالدته، واصفًا التكريم بأنه “الأكبر والأهم في مسيرتها النضالية”، مؤكدًا أنهم يعيشون في سعادة غامرة بهذا التكريم الذي يعدّ تكريمًا لنساء سيناء ونضالهن.

يروي عبد المنعم حكاية والدته المعروفة في سيناء باسم “أم داود” نسبة إلى ابنها الأكبر، حيث بدأت رحلتها النضالية بعد نكسة 1967 عندما اضطرت للهجرة مع عائلتها وست عائلات أخرى من سيناء إلى سمالوط بالمنيا، ومنها إلى البحيرة. لكن لم تقبل باللجوء وتوجهت للمساهمة في خدمة بلدها، لتصبح إحدى السيدات السيناويات المشاركات في المقاومة الشعبية.

طلبت أم داود من الشيخ حسين عرادة، أحد مشايخ سيناء، التوسط لها للعمل مع المخابرات المصرية، وبفضل تجارتها بالأقمشة، تنقلت بين القاهرة وسيناء حاملةً معلومات عن تحركات العدو وتمركزاته، ورغم عدم إجادتها القراءة والكتابة، كانت تحفظ الرموز وتسجيلها بطرق خاصة، مثل رسم الرموز على الرمال لتسليمها للمخابرات.

من خلال رحلاتها، نقلت أم داود معلومات هامة تتعلق بتحركات وأعداد العدو، وكانت تجتاز مناطق صعبة وخطرة، متحملةً الصعاب لنقل تلك المعلومات. في إحدى المهام، كُلفت بنقل خرائط سرية من سيناء إلى القاهرة، حيث خبأتها داخل ثوبها ونجحت في إيصالها. لم تكتفِ بنقل الخرائط، بل كانت تحمل صورًا لمواقع إسرائيلية في سيناء.

في إحدى المهام، أوقفتها نقطة تفتيش مصرية عند القنطرة، حيث عثر الجنود على فيلم مخبأ في “الصوفية”، فقام الضابط بتكريمها بعد فهم مهمتها، ثم نقلها إلى القاهرة لاستكمال مهمتها، استخدمت أم داود الإذاعة كوسيلة مشفرة لطمأنة المجاهدين بنجاح مهماتها، وكانت ترسل سلامها عبر الراديو ليحتفل المجاهدون بنجاح العملية.

تعرضت أم داود للاعتقال من قبل المخابرات الإسرائيلية، لكنها استخدمت ذكاءها وادعت قبول التعاون معهم. وتمكنت من تمرير التفاصيل للمخابرات المصرية لتعود وتكمل مهامها بعد تحرير سيناء في الثمانينات.

استمرت الحاجة فرحانة رمزًا للبطولة والإخلاص، وقد تبرعت بخاتمها الذهبي الوحيد لبناء مستشفى لعلاج الأورام بسيناء، وكانت مصدر إلهام للكثيرين، حيث يزورها الإعلاميون طلبًا لحكمتها، حصلت على عدة تكريمات، أبرزها من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2021، كما كرّمها المجلس القومي للمرأة، وحزب حماة الوطن.

انفرد “اليوم السابع” بتغطية مسيرتها النضالية، مما جعلها محط اهتمام وسائل الإعلام المصرية والعالمية. كما أنتج المجلس القومي للمرأة فيلمًا وثائقيًا يروي قصص تضحياتها ونضالها الطويل، لتظل الحاجة فرحانة، أم داود، رمزًا من رموز النضال السيناوي.

زيارة مصدر الخبر