فى الأول من إبريل من كل عام، يحتفى العالم بما بات يعرف بـ كذبة إبريل، حيث يعمد البعض إلى خداع الآخرين بنشر خبر أو معلومة كاذبة عنهم أو عن الآخرين أو إطلاق النكات.
ولم يكن عالم السياسة بعيدا أبدا عن كذبات إبريل. وعلى مدار عشرات السنين، كانت هناك الكثير من الأكاذيب المرحة أو الخدع السياسية، كان بعضها فى شكل أخبار نشرتها صحف أو بيانات أصدرها سياسيين وما إلى ذلك.
وفى هذا التقرير نستعرض بعض أشهر “كدبات إبريل” ذات الطابع السياسى فى بعض دول العالم، بحسب ما نشرها موقع hoaxes الأمريكى.
الديمقراطيون يعتزمون ترشيح الجمهورى بوش الأب للرئاسة فى 1991
أذاعت الإذاعة الوطنية الأمريكية فى الأول من إبريل 1991 أن الديمقراطيين يعتزمون ترشيح “جورج بوش الأب” كمرشح ديمقراطي للرئاسة، رغم أنه سيكون في الوقت نفسه مرشحًا جمهوريًا. وبما أن الديمقراطيين عقدوا مؤتمرهم أولاً، أوضح أحدهم: “بحلول الوقت الذي يصل إليه الجمهوريون، سيكون قد أصبح مرشحنا بالفعل”.

كان الديمقراطيون ينظرون إلى هذا الاختيار، وفقا للخدعة، من منظور عملي على أنه “انتقال من المثالية إلى الواقعية”. فبدلاً من المعاناة في ظل رؤساء من الطرف الآخر لا يروقون لهم، يمكنهم تحمل رئيس من حزبهم لا يروق لهم.
وُصف الترشيح بأنه يحمل مزايا لبوش أيضًا، إذ سيسمح له بالتخلص من هيمنة اليمين الذي “شلّ رئاسته بشكل واضح فى القضايا الداخلية”. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر الترشيح المال. فبمشاركة مرشح مع الجمهوريين، يمكنهم أيضًا “تقاسم النفقات والمساهمات”.
وفى إطار الكذبة أيضا، قيل إن الرئيس بوش كان متقبلاً للفكرة. وصرحت مارلين فيتزواتر، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قائلاً: “سيعتبر الرئيس بوش هذا العرض أقصى درجات التعاون الحزبي هنا في واشنطن، وسيقبل بكل سرور رئيسَي الحزبين، بما في ذلك حزب الأحرار وحزب المحافظين، وأي حزب آخر يرغب في انتخابه زعيماً له، وسيترشح رئيساً للولايات المتحدة عن جميع الأحزاب التي ترغب في ترشيحه”.
ترشح نيكسون للرئاسة فى 1992
أذاع برنامج “حديث الأمة” على الإذاعة الوطنية الأمريكية فى الأول من إبريل 1992 أن الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، الذى استقال من الرئاسة فى السبعينيات على خلفية فضيحة ووتر جيت، قد أعلن ترشحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري. وأذاع البرنامج مقاطع صوتية لنيكسون وهو يلقي خطاب ترشحه معلنًا: “لم أخطئ قط، ولن أكررها”.
ثم ظهر على الهواء مباشرة الأستاذ في جامعة هارفارد، لورانس ترايب، ومراسل مجلة نيوزويك، هوارد فاينمان، ليقدما تحليلهما لقرار نيكسون وتأثيره المحتمل على الانتخابات الرئاسية لعام 1992. وعُرض مقطع صوتي لتوري كلارك، السكرتيرة الصحفية لحملة جورج بوش الأب، الرئيس الجمهورى الذى كان يسعى لفترة رئاسية ثانية، قالت فيه: “نحن مذهولون ونعتقد أن هذه محاولة واضحة من نيكسون لإخفاء إعلاننا عن السياسة الخارجية اليوم”.
وتفاعل المستمعون عاطفيًا مع الإعلان، حيث تلقت الإذاعة سيلا من المكالمات الهاتفية التى تعبر عن الصدمة والغضب. ولم يكشف المذيع جون هوكنبيري أن الإعلان كان مجرد كذبة أبريل إلا في النصف الثاني من البرنامج. وقد انتحل الكوميدي ريتش ليتل صوت نيكسون.
دعم مارجريت ثاتشر لتونى بلير فى انتخابات 1997
حيث نشرت صحيفة الإندبندنت فى صفحتها الأولى فى الأول من إبريل من هذا العام أن عضو حزب العمال توني بلير، الذي كان يخوض حملةً لرئاسة الوزراء، عرض على رئيسة الوزراء المحافظة السابقة البارونة مارجريت تاتشر منصب سفيرة في واشنطن إذا أيدت ترشحه في الانتخابات العامة وفاز حزب العمال.

وأضافت الصحيفة أن تاتشر أعربت عن إعجابها بـ”تصميم بلير المنضبط”. وقد التقطت وكالات الأنباء الخبر، ونشرته هيئة الإذاعة الأسترالية على أنه حقيقة، مما اضطرها لاحقًا إلى التراجع عنه. في الواقع، وصفت تاتشر بلير بأنه “أعجوبة بلا عظم”.
ليموزين الرئيس الروسي المقاومة للأسلحة النووية (2009)
نشرت صحيفة موسكو تايمز فى إبريل 2009 تفاصيل سيارة الليموزين الجديدة المستخدمة لنقل الرئيس حينذاك ديمتري ميدفيديف. وقيل إنها أكثر أمانًا بكثير من “الوحش”، وهو لقب سيارة الليموزين المستخدمة لنقل الرئيس الأمريكي أوباما.
وقالت الصحيفة: تتميز السيارة الروسية بسقف مطلي بالتيتانيوم بسمك 12 سم، وهو قوي لدرجة أن دبابة T-72 تستطيع المرور فوقه دون التسبب في أي ضرر حقيقي… نوافذها مصنوعة من زجاج يتحمل ضربة مباشرة من قذيفة صاروخية، بينما تتحول عجلاتها تلقائيًا إلى مسارات كاتربيلر عند المرور على أرض وعرة… وأشار مسئول الكرملين إلى أن ركاب السيارة يمكنهم النجاة من هجوم نووي صغير، ولكن فقط إذا كانت الرياح تهب في اتجاه معين.”
ونشرت عدة وكالات إخبارية الخبر على أنه حقيقة، بما في ذلك صحيفة الجارديان البريطانية، فيما وتواصلت صحيفة دير شبيجل الألمانية وثلاث وكالات إعلامية في كوريا الجنوبية مع صحيفة موسكو تايمز للحصول على مزيد من التفاصيل.