جريدة الدستور, مقالات 16 سبتمبر، 2024

في زمن بات الجميع يتنافس على جذب الأنظار ولفت الانتباه، ليكون من الصعب تمييز الإشارة الحقيقية من الضجيج المحيط، بسبب خضوعنا لثقافة الترفيه السريع والشهرة اللحظية التي يبثها مؤدو المهرجانات والبلوجرز، ما يجعلها تغطي على القضايا الحقيقية التي تؤثر على مجتمعاتناومع تصاعد الأصوات المنتقدة لأفعال هؤلاء الذين يستغلون شهرتهم الواسعة لنشر محتوى فارغ غير هادف، والذين يروجون لأفكار سلبية وقيمٍ مشوهة، في سبيل تحقيق الشهرة والمال السريع، تصاعدت أصواتًا أخرى تطالب وسائل الإعلام أن تلعب دورها الحقيقي، بالتوقف عن تغذية هذا الصخب الزائف، حتى لا يكون شريكًا في تخريب المجتمع وعاداته وقيمه.

img
صورة بالذكاء الاصطناعيفي السطور التالية، يتحدث عدد من الخبراء عن الآثار السلبية المحتملة لهذه الظاهرة على مجتمعاتنا، وكيف يمكن محاربة تلك التأثيرات السلبية التي تصدرها ظاهرة “البلوجرز” و”اليوتيوبرز”، خاصة الأطفال والمراهقين.أستاذ بمركز البحوث الجنائية: أحذر من التقليد الأعمى لأبطال وهميينبداية، أكدت د.سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن مواقع التواصل تسببت في التأثير السلبي على كل جوانب الحياة، كما أدت لخراب العديد من البيوت لغرسها قيمًا غربية فاسدة، حيث تشجع على سلوكيات منحرفة، محذرة من التقليد الأعمى لأبطال وهميين، مما قد يدفع الأطفال والشباب إلى ارتكاب جرائم أو إيذاء أنفسهم.وأوصت فايد بضرورة عقد دورات وندوات تدريبية لتعزيز التواصل الاجتماعي داخل الأسرة، ومراقبة الأهل لأجهزة التواصل، وتقديم الوعظ المستمر للتحذير من مخاطر المبالغة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
img
د. سوسن فايدبحسب دراسة صدرت عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في سبتمبر الجاري، بعنوان: “الظواهر الاجتماعية الدخيلة ومدى قبولها فى المجتمع المصري”، فإن ظاهرتي هوس الشهرة وتصدر “الترند” حظي برواج كبير بين المتابعين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و40 عامًا، بنسبة 67.19%، وتتركز فى أوساط المتابعين المقيمين في منطقة الدلتا والبحيرة والقاهرة الكبرى بنسبة تبلغ 68.31%.أستاذ علم اجتماع: “اليوتيوبرز” أظهروا الاختلافات بين ثقافات أهل مصراتفق معها الدكتور فؤاد السعيد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، مؤكدًا أن ظاهرة اليوتيوبر كشفت عن فجوة كبيرة بين الأجيال في مصر، وأظهرت اختلافات في الأخلاقيات بين المصريين، موضحًا أن هناك اختلافات كثيرة بين عادات وتقاليد البدو والحضر، مما يعكس تنوع الثقافات الفرعية في مصر.أشار السعيد إلى أن العديد من الشباب يعانون من الفراغ وغياب القدوة، مما يدفعهم إلى تقليد محتوى تافه يقدمه بعض اليوتيوبر سعيًا وراء الشهرة والمال، في حين يوجد “بلوجر” يقدمون محتوى مفيدًا يعزز من روابط الأسرة والهوية الوطنية، مشددًا على أهمية الحوار والمناقشة مع الشباب لمساعدتهم في اختيار الأفضل.
img
صورة بالذكاء الاصطناعيوفقًا لتقرير مؤسسة we are social 2022 لأبحاث الإنترنت، يُظهر الانفوجراف التالي عدد مستخدمي منصات التواصل في مصر خلال العام 2022:
img
أستاذ علم اجتماع: البحث في دوافع اليوتيوبرز والبلوجرزفيما حذرت دكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس من تأثير تطبيقات مثل “التيك توك” على سلوكيات الشباب، مشيرة إلى أن الرغبة في الشهرة والانتباه تدفع الكثيرين إلى إنتاج محتوى غير لائق.وأشارت “خضر”، في حديثها، إلى أن النمو الهائل لتطبيق “التيك توك” في مصر، وخاصة بين الشباب، يدعو للقلق، خاصة مع انتشار المحتوى الذي يتعارض مع القيم والعادات والتقاليد، مؤكدة أن الحل لا يكمن في حجب هذه التقنيات، بل في تعزيز التربية القائمة على القيم والأخلاق، وتنمية التفكير النقدي لدى الشباب.ودعت إلى ضرورة البحث في دوافع اليوتيوبر والبلوجر، وفهم الأسباب التي تدفعهم إلى عرض حياتهم الشخصية بشكل مبالغ فيه، حتى لو على حساب قيمهم وأخلاقهم.
img
د. سامية خضرونرصد في الانفوجراف التالي أعلى صناع المحتوى متابعة بالاعتماد على موقع Socialblade:
img

زيارة مصدر الخبر