تعتبر البطاطس من المحاصيل الغذائية المهمة على مستوى العالم، حيث تستخدم فى العديد من المنتجات الغذائية والصناعية الرئيسية فى بعض الدول، ومصدر هام للمغذيات والألياف الغذائية، كما أنها المحصول الغذائى الرابع على مستوى العالم بعد القمح والذرة والأرز، ومن المحاصيل التصديرية الأولى فى مصر على مستوى الخضر، والثانية فى المحاصيل البستانية بعد الموالح.
وتزرع البطاطس فى مصر على 3 عروات “العروة الصيفية، الشتوية، النيلية” ويتم إنتاج تقاوى العروتين “الشتوية والنيلية” محلياً وتمثل حوالى 70% من إجمالى التقاوى اللازمة لزراعة المساحة الكلية، فى حين يتم استيراد ما يقرب من 110 إلى 120 ألف طن لتغطية العروة الصيفية، والتى تمثل حوالى 30% من إجمالى المساحة المنزرعة.
وتستورد مصر تقاوى البطاطس من 4 دول “تقريبا ما بين 130 – 170 ألف طن” سنوياً من هولندا “معظم التقاوي” والدنمارك وفرنسا وإسكتلندا وكميات قليلة من ألمانيا ولوكسمبرج، وكل دولة لها “هيئة عامة لفحص واعتماد التقاوى، مشيرًا إلى أن البطاطس محصول مهم فى هولندا من إجمالى المساحة المنزرعة من البطاطس والتى تبلغ حوالى 150،000 هكتار “370 ألف فدان – مصر تزرع ما يفوق 400 ألف فدان” كل عام منهم ما بين 35000 و38000 هكتار “ما بين 85- 100 الف فدان” من البطاطس لغرض التقاوى.
وأوضح الدكتور مدين مرجاوي بالمعمل المركزي للزراعة العضوية، بـ مركز البحوث الزراعية، أن محصول البطاطس، يحتل المرتبة الرابعة في ترتيب المحاصيل الزراعية، بعد القمح والأرز والذرة، والتي تشكل قاسمًا مشتركًا وأساسيًا في غذاء المصريين، كمصدر هام للكربوهيدرات، ويأتى فى المرتبة الثانية بقائمة المحاصيل الزراعية التصديرية بعد محاصيل الموالح، بإجمالي صادرات وصل إلى 1 مليون طن خلال الموسم الماضي، ما يوضح حجم الطلب العالمي على المنتج المصري، الذي يحظى بسمعة عالمية لارتفاع مستوى جودته.
وأضاف أن أسباب ارتفاع أسعار تداول البطاطس خلال الفترة الحالية، ترجع إلى عدة أسباب، فى مقدمتها ارتفاع معدلات الطلب العالمي على المنتج المصري، بالإضافة لتزايد معدلات الاستهلاك المحلية، والتي تتزامن مع فترة نهاية المخزون منها.
وتوقع مرجاوى انخفاض أسعار تداول البطاطس بالأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه يتبقى شهر واحد تقريبًا على موعد طرح إنتاج وحصاد الموسم الجديد، ما سيؤدي لانخفاض تدريجي بالتبعية طبقًا لقواعد العرض والطلب.
وأوضح أن أحد الأسباب الجوهرية التي ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع أسعار تداولها، وهى ارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج التي أصبحت ظاهرة عالمية، وبخاصة في ظل استيراد الجانب الأكبر من المدخلات “التقاوي” بالدولار، علاوة على ارتفاع معدلات الاستهلاك، كل هذه الأسباب مجتمعة انعكست بالتبعية على سعر المنتج المطروح للمستهلك.
وأضاف أن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، أدى لتأخير موعد الزراعة من منتصف أغسطس حتى منتصف شهر سبتمبر، وهذا التأخير يترتب عليه تأخير مماثل في الإنتاج، ويؤدي بالتبعية إلى “تعطيش” السوق، وقلة المعروض الذي لا يتماشى مع الارتفاع المتزايد في معدلات الطلب.
وأوضحت الدكتورة نجلاء بلابل، مدير مشروع مكافحة العفن البنى فى البطاطس التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أنه يوجد خريطة محددة للبطاطس الموجهة للتصدير، والخالية من مرض العفن، التى تضم 694 ألفا و537 فدانا لموسم 2024/2025 موزعة على محافظات الجمهورية، وتتصدرها البحيرة وأسوان والوادى الجديد والإسماعيلية والإسكندرية وبعض المناطق المنوفية وأسيوط والمنيا.
وأوضحت أن مشروع مكافحة العفن البنى فى البطاطس ليس مشروعًا مقيدًا بوقت محدد، وإنما كيان تم إنشاؤه عام 1974 بهدف إنتاج وزراعة محصول بطاطس مطابق للمواصفات القياسية التصديرية.
وأضافت نجلاء أن أهم الاشتراطات الواجب توافرها فى محصول البطاطس الموجه للمنافذ التصديرية، وفى مقدمتها خلو الثمار من مرض العفن، باعتباره من الأمراض الحجرية غير المسموح بتواجدها بأى نسبة فى الشحنات التصديرية.
وأوضحت بلابل أن بعض الاشتراطات الواجب توافرها فى شحنات البطاطس الموجهة للتصدير، أن تتم زراعتها فى المناطق الخالية من مرض العفن البنى، وخضوعها للفحوصات اللازمة للتأكد من سلامتها وخلوها من العفن، وخضوع التقاوى لكافة الفحوصات السابقة على الزراعة للتأكد من سلامتها واعتماد الأرض ضمن المناطق الخالية من مرض العفن قبل الزراعة وفحص الشحنات واعتمادها وإجازتها قبل التوجه لموانئ التصدير وألا يقل البيفوت المخصص للزراعة عن مساحة 50 فدانا.
ولفتت مدير مشروع مكافحة العفن فى البطاطس إلى أن الشرط الأخير يقلل من فرص تواجد وزراعة البطاطس التصديرية بأراضى منطقة الدلتا القديمة، نظرًا لتفتت الحيازات الزراعية، ومحدودية المساحة المتاحة المطابقة للمواصفات.
وأشارت إلى أن تقاوى البطاطس يتم استيرادها من الخارج للحصول على الناتج الذى يوجه بالكامل لزراعة العروة الشتوية، والتى يطلق علبها تقاوى الكسر المحلى، مؤكدةً أنه يتم فحصها قبل الزراعة، للتأكد من سلامتها وخلوها من العفن البنى.