اكتنف الغموض تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحفى الذى جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، فقد بدا ترامب مصرا على سيناريو ترحيل أهالي القطاع بأكملهم دون وجود أي فرص لعودتهم في المستقبل.
وشدد ترامب على الحالة المزرية المحيطة بالقطاع زاعما أنه لم يعد يصلح للعيش، وأن السبب الوحيد وراء رغبة الفلسطينيين في عدم مغادرة غزة هو عدم توفير أوطانا بديلة لهم.
وقال ترامب أن بلاده سوف تسيطر على القطاع وتعيد بناءه، لكنه لم يذكر أى عودة لأهالى القطاع بعد اتمام عمليات البناء المزعومة.
وتطرق ترامب خلال المؤتمر الصحفى إلى اتفاقية الديانات الإبراهيمية التى أطلقها خلال فترة ولايته الأولى وفحواها تطبيع العلاقات بين كل من إسرائيل الدول العربية المحيطة، قائلا أن الاتفاقية لم تحظ بأى اهتمام من قبل الإدارة الأمريكية السابقة خلال الأربع سنوات الماضية، واعدا بسياسات تستهدف إحياء الاتفاقية التى شهدت توقيع كل من الإمارات والبحرين على وثيقة لتطبيع العلاقات مع دولة الكيان فى عام 2020.
وقال ترامب أن خططه تستهدف ترحيل كل مواطني القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، واستبعد ترامب أيضا إعادة المستوطنات الإسرائيلية إلى غزة، مؤكدا أن لا أحد يرغب في أن يعيش في القطاع الذى لم يشهد خلال عقود الأخيرة سوى العنف والدمار.
وقال ترامب عند مواجهته بسؤال حول مصير أهالى قطاع غزة، “من يرغب في العودة إلى قطاع غزة ليخوض تجارب الموت والقتل، فالحرب لن تتوقف في القطاع مما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا الغزاويين.”
وتطرق الرئيس الأمريكي إلى مطلبه السابق من كل من مصر والأردن، مطالبا ببناء مدن على أحدث طراز بأموال بعض البلدان الغنية لاستقبال أهالى القطاع، نافيا أي احتمالية لعودتهم إلى غزة في المستقبل.
وعند سؤاله حول مطالبة المملكة حل الدولتين وتأسيس دولة فلسطينية مقابل تطبيعها العلاقات مع إسرائيل، نفى ترامب تلقيه أي مطلب من المملكة يحمل هذه الصيغة.
وردت المملكة في بيان فجر الأربعاء أكدت فيه موقفها الراسخ والثابت من قيام الدولة الفلسطينية، وأن المملكة ستبذل قصارى جهودها لتنفيذ الأمر.
واستبعد ترامب أيضا إدارة القطاع من قبل السلطة الفلسطينية المتواجدة في الضفة الغربية، قائلا أن “الوقت شديد الصعوبة” لتحقيق أمر مثل هذا.
وفى إطار تحدثه عن قربه لدولة الكيان، أعلن ترامب أن بلاده انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واصفا إياه بالـ”معادى للسامية”.
وادعى ترامب أن القطاع لا يصلح للسكن من قبل الغزوايين لأنه أصبح مكان ملئ بالحطام الآيل للسقوط.
وكان الرئيس الأمريكى قد طالب قبيل أيام بترحيل مواطنى القطاع إلى كل من مصر والأردن، وهو الأمر الذى رفضته كل من مصر والأردن بكل حزم لما يتضمنه من تصفية للقضية الفلسطينية.
ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو نظيره الأمريكى بالصديق الأقرب لدولة الاحتلال، مؤكدا أن كل من بلاده والولايات المتحدة يغيران وجه الشرق الأوسط.