حالة كبيرة من الصدمة والحزن بعد ظهور  قضية الطفل ياسين على السوشيال ميديا والوسط الإعلامي، وذلك نظرًا لما تعرض له طفل صغير بعمر 5 سنوات إلى هتك عرض على يد محاسب مالي بالمدرسة  كبير، وتم الحكم على الجاني أمس الأربعاء بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا وهو الأمر الذي أثلج الصدور وهدأ من روع الجميع، ولكن كيف يتم التعامل نفسيًا مع الطفل ياسين أو أي طفل تعرض لاعتداءًا جنسيًا بعد ما تعرض له من جرم؟ هذا ما سنوضحه في السطور التالية من خلال أطباء علم النفس.

بعد الحكم على المتهم.. كيف يتم التعامل مع ياسين نفسيًا| أطباء يوضحون

فى ذكرى ميلادها.. لماذا عشقت هالة فؤاد الفن وكيف كانت رحلتها قصيرة ومؤلمة؟

img

اليوم العالمي للكتاب| لماذا يتم الاحتفال به هذا اليوم؟.. وأفضل كتب لعام 2025

img

قلب العقرب وشهب القيثارة.. الظواهر الفلكية خلال النصف الثاني من شهر أبريل

img

في ذكرى اليوم العالمي لمرض باركنسوس.. أعراضه ونصائح للتعامل معه

img

في ذكرى ميلاد عمر الشريف.. سر ارتباطه بفريق هال سيتي الإنجليزي وسبب حصوله على الشهادة الفخرية

img

موعد تطبيق التوقيت الصيفي.. وكيفية الاستعداد لصيف 2025

img

في ظل زيارة ماكرون.. تاريخ العلاقات بين مصر وفرنسا في عهد السيسي

img

نتائج مبهرة لأول معالج اكتئاب بالذكاء الاصطناعي.. علاج ولا روبوت “يلعب بدماغنا”؟

img

بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك.. من أين جاءت عادة الكحك؟

img

بو طبيلة ومعارك البيض.. أشهر عادات الشعوب للاحتفال بعيد الفطر المبارك

التأهيل النفسي

في هذا السياق، أوضحت الدكتورة إيمان هندي، استشاري التربية الخاصة ومحاضر ومدرب معتمد دوليًا في التربية الخاصة، أن ما تعرض له الطفل ياسين وأي طفل قد وقع تحت الاعتداء الجنسي سيترك بداخله أثرًا طويل الأمد ما لم يتم تأهيله نفسيًا بالطريقة الصحيحة حيث سيشعر الطفل بالحذر والخوف من الآخرين خاصة اللذين يتشابهون مع المعتدي في هيئته أو سنه (ككبار السن في حالة الطفل ياسين)، مشيرة إلى أن الأطفال بشكل عام يتمتعون بذاكرة طويلة الأمد وهو ما يعني أن الأطفال الذين تعرضوا للتحرش أو الاعتداء الجنسي لن ينسون ما تعرضوا له من وقائع مؤسفة حيث سيتذكرونها بين الحين والآخر.شدد (هندي) أيضًا على ضرورة تأهيل الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي بدنيًا واجتماعيًا، كما أشادت أنه في حالة الطفل ياسين حرصت الأم على عدم تعريف المجتمع به حتى لا يتم النظر إليه نظرة شفقة أو تلحق به وصمة سلبية على مدار حياته، كاشفة أنه من الضروري تأهيل الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي إلى التأهيل على يد أطباء من خارج مدينته حتى لا يتعرف عليه أحدًا من المحيطين به عندما يشاهدونه أثناء ذهابه لهذه الأطباء أو يقابلونه داخل العيادة الخاصة بهم، ومن ثم يشعر بالحرج عندما يكبر.

img
أضافت استشاري التربية الخاصة أيضًا أن الأطفال في هذا السن الصغير مثل حالة الطفل ياسين لا يدركون تمامًا لما تعرضون له، بل سيفهمون ذلك بشكل أوضح مستقبلًا، مشيرة إلى أن أكثر الخطوات التي ستساهم في تأهيله نفسيًا واجتماعيًا هو التعامل معه من قبل الأهل والمحيطين به بشكل طبيعي للغاية فيعيش حياته بشكل عادي مع الحرص على عدم التحدث فيما تعرض له من اعتداء جنسي مجددًا أي أن هذه الواقعة من الضروري أن تمحى من ذاكرة الطفل والأهل بشكل تام والتركيز على معاملته كأي طفل طبيعي.

الانتصار

أشارت الدكتورة إيمان هندي أيضًا أن مشاهدة الطفل للمتهم وهو في القفص مع الحكم عليه يشعره بالانتصار ويساهم في تأهيله نفسيًا بشكل كبير حيث أنه يشعر بأنه قد نال حقه وواجه الظلم الكبير الذي وقع عليه منوه على أهمية موقف أم الطفل ياسين بجعل طفلها يرتدي ملابس سبايدر مان وإشعاره أنه بطل استطاع مواجهة المجرم لينال حقه.في نهاية حديثها مع الدستور، أكدت استشاري التربية الخاصة على ضرورة أن يتم محاسبة جميع من شاركوا في مساعدة الجاني على تنفيذ جريمته بالقانون ليكونوا عبرة لكل من يعتبر، فضلًا عن أهمية الاهتمام بتعليم الطلاب التربية الجنسية في المدارس لتعليم الأطفال ما هو المسموح وما هو الغير مسموح من أجل تحفيزهم على مواجهة أية اعتداءات من الممكن أن يتعرضون لها، مشددة على أنه من الضروري أن تكون هناك ثقة قوية متبادلة بين الأهل والأطفال حتى يستطيعون التعبير عما يتعرضون له من تجاوزات، فضلًا عن تربيتهم ليكونوا أقوياء ويتمتعون بثقة في النفس قوية حيث أن المتحرش أو المغتصب عندما يختار فريسته يبحث عن الأطفال ذوي الشخصية الضعيفة التي تخاف أن تتحدث، وذلك مع ضرورة تعليم الأم أطفالها اللمسات المقبولة والغير مقبولة والقبلات المسموح بها والغير مسموح بها وهكذا.

img
وفي سياق متصل، أشاد الدكتور علي سالم، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان، بموقف والدة الطفل ياسين ومدى تقبلها للأمر وغرسها شعور الانتصار داخل طفلها من خلال ارتدائه ملابس سبايدر مان وإشعاره بأنه بطل استطاع مواجهة الأشرار مع رؤيته للجاني داخل القفص والحكم عليه حيث أن هذه الخطوات ستساهم بشكل كبير في تعافي الطفل ياسين نفسيًا، مشيرًا إلى أنه وبكل أسف سيظل الطفل الذي تعرض للتحرش  متذكرًا لما تعرض له بين الحين والآخر خاصة أن ما تعرض له استمر على مدار فترة زمنية طويلة وهو ما يتسبب في إحداث ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة للطفل وهو ما سيعاني من أثاره النفسية فيما بعد لهذا السبب لابد من التأهيل النفسي والاجتماعي المناسب للطفل.

إعادة الدمج

أوضح أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان أيضًا أنه من أهم الخطوات للتعامل مع الطفل المعتدى عليه هو التأكد من أن الطفل لم يتعرض لأية مشكلات جسدية تؤثر بالسلب على صحته أو انحرافات تغير من ميوله الجنسية الطبيعية، فضلًا عن ضرورة إعادة دمج الطفل في المجتمع وكسر حاجز الخوف الذي تشكل لديه بالمدرسة أو المكان الذي تعرض فيه للاعتداء وكذلك الأشخاص الذين يشبهون الجاني في ظروفه الخاصة، كاشفًا أنه من الضروري تعليم الأطفال كيفية إدارة مساحتهم الشخصية وعلاقاته بالأخرين مع أهيمة تحديد ما هو مسموح وما هو غير مسموح، فضلًا عن أهمية بناء ثقة قوية للغاية بين الأطفال والأهل لتبليغم بأي تجاوز يتعرضون له.من بين الخطوات التي يجب اتباعها مع الأطفال هو ضرورة أن تفحص الأمهات أبناءها بشكل يكون غير واضحًا للأطفال وذلك عندما يكونون خارج المنزل لفترة طويلة أو تم تركهم مع أحد الأشخاص لفترة من الزمن مع تفقد مدى وجود أية كدمات أو دماء في الملابس أو أية مؤشرات أخرى.

زيارة مصدر الخبر