اليوم السابع, ثقافة 9 مايو، 2025

عثر علماء آثار من جامعات في الولايات المتحدة والدنمارك، داخل أعماق كهف أكتون أويازبا كاب في بليز، على أداتين حجريتين صغيرتين يعود تاريخهما إلى ما بين 250 و900 بعد الميلاد، وقد تكونان أقدم أدوات الوشم التي تعود إلى حضارة المايا والتي تم العثور عليها على الإطلاق، وفقا لما نشره موقع” labrujulaverde”.

تتكون القطع من حجر السج ولها شكل مستطيل ونقطة حادة، ويعتقد الباحثون أنه تم استخدامها لإنشاء وشم دائم عن طريق ثقب الجلد وحقن الصبغة.

الشيء الغريب هو أن هذه الأدوات ليست سكاكين عادية، بل هي شظايا حجرية تم تعديلها خصيصًا لهذا الغرض، وبتحليلها تحت المجهر، وجد الباحثون علامات تآكل تتوافق مع الاستخدام المتكرر على الجلد، فضلاً عن آثار صبغة سوداء، ربما حبر الكربون أو السخام.

وبما أن الكهوف عبارة عن مساحات جوفية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناظر الطبيعية الإيديولوجية المهمة للمايا، وخاصة مفاهيم الحياة والموت والخصوبة والمطر والتضحية والبوابات إلى العالم السفلي حيث يسكن الأجداد والمعبودات ، ويشير علماء الآثار إلى أنه من المرجح أن الأدوات كانت تستخدم في رسم الوشم على الأشخاص المهمين أو لإحياء ذكرى الأحداث الميمونة.

وتذكر المصادر التاريخية أن المايا كانوا يقومون بالوشم، ولكن حتى الآن لم يتم العثور على أدوات تؤكد ذلك. وقد وثق الإسبان أن الوشم كان رمزًا للشجاعة لدى الرجال والجمال لدى النساء، وأنه كان يتألف من أشكال حيوانية مثل الثعابين أو النسور، وفي بعض الأحيان كان يتضمن أيضًا رموزًا مقدسة، وفي بعض الأحيان، كانت تُستخدم أيضًا كعقاب، لتمييز وجوه اللصوص.

وبسبب مناخ المنطقة الرطب، لم يتم العثور على أي أثر لجلد موشوم في السجل الأثري، ولكن هذه الأدوات المكتشفة حديثًا تشكل دليلاً ملموسًا على هذه الممارسة، أجرى الباحثون تجارب على نسخ حديثة أكدت أن أدوات مماثلة يمكنها إنشاء الوشم عن طريق ثقب الجلد بدقة، علاوة على ذلك، فإن شكلها وتآكلها يستبعدان استخدامات أخرى مثل نحت العظام أو الخشب.

وبناءً على شكل الأداة، وتحليل الاستخدام والتآكل، والبقايا الباقية، أكد الباحثون أن الإزميلين المعدّلين من موقع أكتون أويازبا كاب كانا على الأرجح أدوات ثقب استخدمها شعب المايا القديم لإنشاء الوشم.

زيارة مصدر الخبر