تحدث الروائي مصطفى البلكي عن الروائي الكبير محمد مستجاب، والذي تحل هذه الأيام ذكرى رحيله العشرين حيث رحل في 26 يونيو من عام 2005.

فى ذكرى رحيله.. أيمن طاهر يحكى عن العم مستجاب وموروثه السردى
محمد مستجاب
يقول مصطفى البلكي: “في حياتنا ثمة أشخاص لا يمكننا تجاوز منجزهم، فما بالنا بمن عبر عن ناسه وأهله وزمانه بطريقة جعلته ابنًا بارًا كتب كتابات عنهم وهم العاديون ليجعلهم أساطير لا تختلف كثيرًا عن ألف ليلة وليلة، بطريقة مزج فيها الواقع كما هو دون تجميل بسخرية ميزت كتابته عن أقرانه جيل الستينيات، من خلال لغة ساهمت في خلق نصوصه، لغة حملت بصمة خاصة، رافقته طول فترة حياته مع الكتابة التي بدأت من منتصف الستينيات حتى سنة وفاته ٢٠٠٥”.ويضيف: “علاقتي بمحمد مستجاب بدأت مبكرًا، أحببته قبل أن ألتقي به اللقاء الوحيد الذي حدث في قصر ثقافة أسيوط تقريبًا سنة ٢٠٠٠، في ليلة من ليالي شهر رمضان، كانت صورته التي كونتها عنه من خلال متابعتي لكل ما يكتبه في بابه جبر الخواطر، وبابه واحة العربي بمجلة العربي، ومجموعاته القصصية ورواياته، صورة تشبه الرجل القوي الذي يحاول أن يغلف دائرة وجوده بقسوة ظاهرة، ربما تلك القسوة لا تعبر عن داخل يضج بطيبة وظرف يندر وجودهما”.
مصطفى البلكي
ويكمل: “كان من المفروض أن يعقب على قصصنا، لكن الذي حدث كان شكلًا من أشكال تعامل مستجاب مع عالم أنتمى له، وأوجد طريقة تخصه في الكتابة، ربما يراها أفضل ما وصل إليه في السرد، رغم حبه الكتابة عمومًا وللجمال الذي تحمله لدي أبناء جيله والأجيال التي جاءت بعدهم، فالذي حدث وبعد أن قرأنا، أدخل يده في جيبه وأخرج مجموعته ديروط الشريف وقرأ قصة كوبري البغيلي، وسكت، نظرنا لبعضنا شباب المبدعين الذين انتظرنا كلمات منه توضح لنا عناصر القوة والضعف في نصوصنا، هو لم يفعل، أخبرنا من غير أن يتكلم بأن القصة هي التي قرأها، كانت قسوته غريبة، وتعامله بهذه الطريقة الباب الذي يمكننا أن ننفر منه ونترك كتابته، لكن لإدراكنا أنه انتهج هذا الطريق ليحمي نفسه وسط جماعة الأدبية التي يمكنها أن تستهين بالضعيف والذي لا ينتمي لشلة، وهو الذي يحمل داخله خميرة مختلفة ساعدته على أن يكون مستجاب أسطورة في عالم الكتابة، كتب كتابة مختلفة سواء في الرواية أو القصة أو المقالة القصصية”.ويختتم: “ومن وجهة نظري الفن الأخير، أخذ من مستجاب القاص الكثير، فلو تفرغ لكتابة القصة ولم يستهلك وقته في الكتابة في المجلات والصحف من أجل توفير ما يساعده في توفير متطلبات الحياة لأسرته، كان يمكننا أن يكون بين أيدينا عدد كبير من قصصه ورواياته”.