بعد مرور 10 أيام على الضربات الأمريكية على المنشآت النووية فى إيران، لا يزال الغموض يحيط بمدى الضرر أو الدمار الذى لحق بتلك المنشآت. وتتفاوت المعلومات القادمة من الولايات المتحدة بشأن مقدار الدمار الذى لحق بالمنشآت النووية الثلاث التي تم استهدافها، بين ما يؤكد تدمير هائل لها خاصة منشأة فوردو الأكثر أهمية، وأخرى تشير إلى أضرار ربما تكون محدودة.
حيث قال جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية CIA، إن الضربات العسكرية الأمريكية قد دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة فى إيران، وألحقت فى الوقت نفسه انتكاسة هائلة ببرنامج إيران النووي تستغرق سنوات للتغلب عليها، بحسب ما قال مسئول أمريكى لوكالة أسوشيتدبرس.
وجاء حديث راتكليف أمام المشرعين الأمريكيين المتشككين بشأن مدى نجاح الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية فى تحقيق أهدافها.
وقال المسئول، الذى رفض الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة إن راتكليف أوضح أهمية الضربات على منشآت تحويل المعادن خلال جلسة سرية أمام المشرعين الأمريكيين.
وظهرت تفاصيل الإحاطات السرية بعد أن ظل الرئيس دونالد ترامب وإدارته يهاجمون تساؤلات المشرعين الديمقراطيين وآخرين بشأن مدى لانتكاسة التي تعرضت لها إيران بسبب الضربات، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال ترامب فى مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأحد، إن الأمر كان مدمراً بشكل لم يره أحد من قبل.، وهذا يعنى نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن.
وأخبر راتكليف المشرعين أيضا أن تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكية هو أن الأغلبية الشاسعة من اليورانيوم المخصب الذى تمتلكه إيران قد أصبح مدفونا تحت الركام فى موقعى أصفهان وفوردو، اللذين تم استهدافهما بالضربات الأمريكية.
لكن حتى لو ظل اليورانيوم سليماً، فإن خسارة منشأة تحويل المعادن الوحيدة قد قضت على قدرة طهران لتصنيع قنبلة على مدار سنوات لقادمة، وفقاً للمسئول.
وكان رافايل جروسى، المدير العام لـ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد قال فى تصريحات تلفزيونية، إن المواقع الإيرانية الثلاثة التي كان لديها قدرات من حيق تحويل المعادن وتخصيب اليورانيوم قد تم تدميرها بدرجة مهمة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة على اتصالات تم اعتراضها بين كبار المسئولين الإيرانيين لمناقشة الضربات العسكرية الأمريكية على البرنامج النووي الإيراني هذا الشهر، والتي تشير إلى أن الهجوم كان أقل تدميرا مما توقعوا، بحسب ما أفاد أربعة مسئولين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية السرية التي تم تداولها داخل الحكومة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتصالات التي كان يقصد أن تكون خاصة، شكلت أربعة من المسئولين بالحكومة الإيرانية الذين كانوا يتكهنون بأسباب أن الضربات التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكن مدمرة ولا ممتدة كما كانوا يتوقعون.
وذكرت واشنطن بوست أن المعلومات الاستخباراتية التي تم اعتراضها هي أحدث معلومات أولية تقدم صورة أكثر تعقيدا من تلك التي قدمها ترامب، الذى قال إن العملية قد دمرت تماما وبشكل كامل برنامج إيران النووي.
ولم تنف إدارة ترامب وجود الاتصالات التى تم اعتراضها، والتي لم يتم الكشف عنها من قبل، لكنها اختلفت بشدة مع استنتاجات الإيرانيين وألقت بشكوك حول قدرتهم على تقييم الضرر فى المنشآت النووية الثلاثة التي تم استهدافها فى العملية الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفت إنه من الخزى أن تساعد واشنطن بوست أشخاصاً يرتكبون جرائم بنشر تسريبات خارج السياق.
وأوضحت أن الإشارة إلى أن مسئولين إيرانيين مجهولى الهوية يعرفون ما حدث تحت مئات الأقدام من الركام هو محض هراء، لقد انتهى برنامجهم النووي.
ويتفق المحللون على نطاق واصع أن الضربات تمت باستخدام قنابل أمريكية خارقة للتحصينات تعرف باسم “بانكر باستر” وصواريخ كروز توماهوك والتي أضرت بشدة المنشآت النووية فى فوردو ونطنز واصفهان.
إلا أن حجم الدمار والوقت الذى تحتاجه إيران لإعادة البناء كان محل نقاش حامى فى ظل تقارير بانه إيران نقلت مخزونها من اليورانيوم عالة التخصيب قبل الضربة وأن الانفجارات أغلقت مداخل منشأتين لكن لم تنهار المنشآت القابعة تحت عشرات الأمتار.