مصراوي, مقالات 1 يوليو، 2025

لا شك أن مشهد النهاية للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية يمكن اعتباره الأفضل للطرفين، فكلاهما وصل لأقصى ما يمكن تحقيقه من مكاسب، والحد الأقصى الذي يستطيع تحمله من خسائر.
إسرائيل قبلت وقف الحرب لأنها رأت- من جانب- أنها قطعت شوطًا في خطتها نحو التهديد الإيراني، بتعطيل المشروع النووي لفترة، إن لم تصَّدْق تصريحات قادتها بالقضاء عليه تمامًا، ومن جانب آخر، لأنها لم تكن قادرة أو مستعدة لتحمل مزيد من الصواريخ الإيرانية في الداخل، ومن جانب ثالث، لم تعد مستعدة لمزيد من تعري منظومتها الدفاعية، رغم كل الأكاذيب حول استحالة اختراقها.
بالنسبة لإيران كان وقف الحرب، ضرورة ملحة، ورفضه أو حتى المماطلة في قبوله انتحار للنظام، انطلاقا من مبدأ “ليس في الإمكان أبدع مما كان”.
فقد استطاعت إيران، المواءمة بين عدة توازنات مهمة ومعقدة في نفس الوقت، اختلال أي منها عواقبه ستكون وخيمة على النظام الإيراني، وعلى الدولة الإيرانية ذاتها.
استطاعت أولًا، امتصاص الصدمة الأولى للحرب بما حملته من خسائر عسكرية وأمنية. واستطاعت ثانيًا، توجيه الرد المناسب بصورة ملفتة، ومؤلمة أيضا. وهذه اللغة الوحيدة التي يفهمها نتنياهو وحكومته.
ثم استطاعت ثالثًا، توجيه ضربة رمزية متفق عليها للقاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، والإفلات من فخ المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة، أو السقوط المدوي أمام الداخل الإيراني.
هذه المواجهة لو تمت كانت ستفضي حتمًا إلى سقوط النظام الإيراني. ليس مهما هنا إن كان السقوط بالقوة العسكرية، أو نتيجة لنسف البرنامج النووي، باعتباره جزءاً من مشروعية بقاء النظام.
المؤكد أن الصراع بين إيران وإسرائيل يشبه مباريات الكأس في كرة القدم، لابد من فائز، ولكن قد تكون المباراة من شوطين أساسيين، وشوطين إضافيين، ثم ضربات ترجيح. ولذا فعلينا انتظار الشوط الثاني.

زيارة مصدر الخبر