اختتم المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك، أمس الثلاثاء، زيارته الثانية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، من دون تحقيق أي تقدّم ملموس، خاصة في ملف نزع سلاح حزب الله، الذي يُعد أبرز بنود الورقة الأميركية التي سلّمها للبنان في 19 يونيو الماضي.الورقة الأميركية تُقابل بـ”أفكار لبنانية”رفضت بيروت المصادقة على الورقة الأميركية، والتي تدعو إلى نزع سلاح حزب الله شمال نهر الليطاني ضمن إطار زمني محدد، وقدّمت بدلًا من ذلك ما وصفته بـ”أفكار للحل الشامل”، سيتم الرد عليها لاحقًا من الجانب الأميركي.ورغم غياب الالتزام الواضح في الرد اللبناني، عبر باراك عن “رضاه وامتنانه” خلال زيارته التي شملت لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، بينهم الرئيس جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام.
نبيه بري: اللقاء كان “جيدًا وبنّاءً”
ووصف بري اجتماعه مع باراك، الذي استمر لأكثر من ساعة، بأنه كان “جيدًا وبنّاءً”، مؤكدًا أنه راعى مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين، بما فيهم “حزب الله”.أما رئيس الحكومة نواف سلام، فشدد على أن أي خطوات مستقبلية يجب أن تكون متزامنة بين انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة، إلى جانب وقف الأعمال العدائية، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى.

الرئاسة اللبنانية: عون سلّم المبعوث الأمريكى توم باراك أفكارًا لحل شامل
“حزب الله” يرفض التسليم قبل “زوال العدوان”
من جانبه، جدّد حزب الله رفضه لمطلب نزع السلاح، حيث أكد نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة خلال احتفالية عاشورائية، أن الحزب لن يستجيب لأي دعوات لنزع السلاح ما دام “العدوان الإسرائيلي” مستمرًا على لبنان.
اتفاق هش وخرق متواصل
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل قد دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، بعد حرب واسعة بدأت في أكتوبر 2023.ورغم الاتفاق، فإن إسرائيل انتهكته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أدى إلى مقتل 235 شخصًا وإصابة 534 آخرين، بحسب إحصاءات رسمية. كما لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل خمس تلال لبنانية في الجنوب، إلى جانب مناطق أخرى يحتلها منذ عقود، متحديًا قرارات دولية متعلقة بالانسحاب.