في مثل هذا اليوم من العام 1854؛ اغتيل والي مصر عباس حلمى الأول في قصره بمدينة بنها.حكم عباس حلمى الأول مصر بين عامي 1848 – 1854، ويعد أحد حكام الأسرة العلوية التابعة اسميا للدولة العثمانية، ويعتبر البعض عهده عهد رجعية حيث وقفت فيه حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا.ويعد كتاب “تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر” لـ عمر الإسكندري وسليم حسن من أبرز الكتب التي تناولت حياة وشخصية عباس حلمي الأول ابن طوسون بن محمد علي، الذي تولى حكم مصر وكان إذ ذاك يناهز السادسة والثلاثين من عمره، فكان أول عمل قام به أن هدم كل ما أفنى فيه جدُّه العظيم زهرة حياته، غير مفرِّق بين النافع والضار؛ فكما قضى على احتكار التجارة المجحف بحق الفلاح، نقص الجيش إلى تسعة آلاف، وأغلق المعامل والمدارس، واستغنى عن كثير من الموظفين الغربيين، وأظهر ميله إلى العادات والأنظمة التركية والبلدية.بعد موت محمد علي كادت مصر تكون نسيًا منسيًّا، لا أهمية لها في نظر أوروبا، لولا مرور تجارة الهند عن طريق مصر؛ وذلك لأن مَن خلفه من ذريته لم ينالوا تلك الصفات التي ميَّزته، وجعلته في مصافِّ عظماء الرجال في عصره.
ثقافة, جريدة الدستور
14 يوليو، 2025