يعتبر فريق مارسيليا الفرنسي صاحب أول بسمة للفرنسيين في دوري أبطال أوروبا، عندما توج بالكأس ذي الأذنين، للمرة الأولى في تاريخه في عام 1993، بعد الفوز على ميلان الإيطالي بنتيجة 1- صفر، في المباراة التي جمعت بينهما في الملعب الأولمبي في ميونخ.
كان هذا الانتصار هو المرة الأولى على الإطلاق لنادٍ فرنسي وجعل ديدييه ديشامب وفابيان بارتيز أصغر قائد وحارس مرمى على التوالي يفوزان باللقب، إلا أن الانتصار الأوروبي صاحبه واحدة من أقوى الفضائح في الكرة الأوروبية بصفة عامة والكرة الفرنسية بصفة خاصة، فيما عرفت وقتها ب “فضيحة فالنسيان”.
وتعود أحداث الفضيحة التي أحدثت ضجة كبيرة في كرة القدم الفرنسية إلى مباراة في الدوري الفرنسي موسم 1992-1993 بين نادي فالنسيان وأولمبيك مَرسيليا، حيث تواصل رئيس مَرسيليا برنارد تابي والمدير العام جان بيير بيرن مع لاعبي فالنسيان خورخي بوروتشاجا وجاك جلاسمان وكريستوف روبرت، من خلال لاعب مَرسيليا جان جاك إيديلي طلب إيديلي من لاعبي فالنسيان تقليل الحدة في المباراة حفاظًا على لياقة لاعبي مَرسيليا قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 1993 ضد إيه سي ميلان بعد ستة أيام. قبل بوروتشاجا وروبرت الرشوة، بينما رفض جلاسمان المشاركة في الرشوة وكشف الفضيحة علنًا وتكريمًا لشجاعته ونزاهته حصل جلاسمان على جائزة الفيفا للعب النظيف لعام 1995.
ولم تكن قضية الرشوة الوحيدة التي لاحقت إنجاز 1993، إذ ظهرت لاحقًا مزاعم بتعاطي بعض لاعبي مارسيليا منشطات قبل النهائي، حيث زعم إيديلي في عام 2006م أنه حُقن مع بعض لاعبي مَرسيليا بحقن مشبوهة قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 1993، وفي مقابلة مع مجلة “لوبوان” الفرنسية، صرّح جان بيير دي موندينارد أن مارسيليا كان لديه سبورة في غرفة ملابس الفريق كُتب عليها “حقن للجميع”.
أدت الفضيحة إلى سحب لقب الدوري من مَرسيليا، ومنع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفريق الفرنسي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا 1993–94 وفي كأس السوبر الأوروبي 1993، وفي كأس الإنتركونتيننتال 1993.
وأُجبر مَرسيليا على الهبوط إلى الدرجة الثانية لموسم 1994–95 بسبب فضيحة الرشوة والصعوبات المالية.
كما أوقف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إيدلي وروبرت وبوروتشاجا وأُقيل تابي من منصبه رئيساً لمَرسيليا في عام 1994م وحل محله بيير كانجيوني.
وحظر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تابي وبرنيس مدى الحياة، وحُظر اللاعبون المتورطون من اللعب في كرة القدم الفرنسية حتى 1 يناير 1996، وألغى الاتحاد الدولي لكرة القدم حظرَ برنيس في عام 1996.
عقب تفجر الفضيحة، اقتحمت الشرطة منازل المتورطين، وضبطت مبالغ مالية كبيرة تؤكد صحة الادعاءات. كما أُحيلت القضية إلى القضاء الفرنسي، صدر حكم القضية في 15 مايو 1995، حيث حُكم على تابي رئيس النادي بالسجن أكثر من عامين؛ ثمانية أشهر من الحكم بسبب التلاعب في المباريات وثمانية عشر شهراً أخرى بسبب الاحتيال في حسابات النادي. كما غُرم تابي 20,000 فرنك فرنسي قضى تابي ستة أشهر قبل أن يحصل على إطلاق سراح مشروط.
حُكم على برنيس وإيدلي وروبرت وبوروتشاجا بعقوبات بالسجن. حصل إيدلي على عقوبة بالسجن مدة سنة واحدة، بينما حصل بوروتشاجا وروبرت على أحكام بالسجن مدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ، وحُكم على برنيس بعقوبة بالسجن مدة سنتين مع وقف التنفيذ وغرامة.
من جانبه عرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على نادي ميلان سحب اللقب من مارسيليا ومنحه له، إلا أن رئيس النادي الإيطالي رفض العرض، مؤكداً أنه لن يضع في خزائن النادي لقباً لم ينل شرفه على أرض الملعب.
بوابة الشروق, رياضة
15 سبتمبر، 2025