بوابة الشروق, ثقافة 15 سبتمبر، 2025

نظم نادي أدب قصر ثقافة برج العرب، بالإسكندرية لقاء أدبيا لمناقشة كتاب “مسرحيات شعرية للناشئة” للكاتب والناقد أحمد فضل شبلول، ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
أدار اللقاء الأديب الدكتور فوزي خضر، رئيس نادي الأدب، وشارك به الناقد المسرحي د. علي خليفة، الشاعر أحمد سويلم، عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو اتحاد الكتاب، والشاعر القدير جابر بسيوني، ولفيف من الأدباء والمثقفين.
استهل الدكتور فوزي خضر اللقاء بالترحيب بالحضور، مؤكدا أن هذا اللقاء لن يكون عابرا، بل بداية لسلسلة من اللقاءات المثمرة التي يسعى النادي من خلالها أن تكون منبرا ملهما للحضور والمبدعين.
من ناحيته، قدم الشاعر أحمد سويلم، دراسة نقدية حول مضمون الكتاب، موضحا أنه يضم خمس مسرحيات شعرية موجهة للفئة العمرية (14 – 18 سنة)، وهي: “ولي العهد” وهي قصة تراثية أعاد المؤلف صياغتها شعريا ويركز خلالها على القيم الإنسانية للحاكم.
ومسرحية “الطاووس الحزين” وتكشف غرور الطاووس والوشاية التي تفضح طمعه في العرش، أما المسرحية الثالثة بعنوان”ريش العصفور” وتناقش فكرة “من الحب ما قتل” من خلال فتاة تحبس عصفورها وتقص ريشه حتى لا يطير بعيدا عنها، وتندم في النهاية على فعلتها.
وترصد المسرحية الرابعة “الفرقاء”، عالم الطيور الذي يشبه عالم البشر الذي ينتشر فيه السخرية والبغض والغرور.وأخيرا مسرحية “الغيرة” التي تجسد صراع زوجة الأب مع ابنة زوجها من خلال تكليفها بأعمال مستحيلة، للتأكيد على أن الحب والقدرة على التضحية هما سبيل النجاح.
وأشاد “سويلم” بمضامين المسرحيات التي تنوعت حول قيم إنسانية رفيعة، تغرس في وجدان الناشئة مقومات الحياة السعيدة، إلى جانب بساطة الطرح ووضوح الأفكار بعيدا عن التعقيد أو الرموز الغامضة، مضيفا أن المسرحيات جاءت في صورة مشاهد قصيرة متسقة مع الأحداث وأزمنتها، كما أن المؤلف حرص على اختيار مستوى لغوي مناسب للمرحلة العمرية المستهدفة، بحيث يفي بالمعنى دون إطالة أو إبهام، ويراعي في الوقت نفسه سيكولوجية المتلقي، مقدما ما يشبع وجدانه، هذا بالإضافة إلى وجود توازن لافت بين لغة الدراما ولغة الشعر دون أن تطغى إحداهما على الأخرى.
وأشار الناقد الدكتور علي خليفة إلى أن العمل يعكس حرص المؤلف على غرس القيم والمبادئ الفاضلة في نفوس الناشئة، بما يؤهلهم لمواجهة تحديات المستقبل ويعزز انتماءهم لوطنهم. ورأى أن قِصر المسرحيات جعل من الصعب تقديمها كاملة على خشبة المسرح، كما أن عنوان مسرحية “الفرقاء” كان يحتاج إلى أن يكون بسيطا ليتناسب مع الفئة العمرية الموجهة لها.
أما الشاعر جابر بسيوني فأشاد بدور نادي أدب برج العرب في احتضان مثل هذه الفعاليات، معتبرا أن الاهتمام بالمسرح الشعري يعيد إحياء فن كاد أن يندثر في ظل ندرة الدراسات الموجهة إليه.
وفي كلمته، توجه الكاتب أحمد فضل شبلول، بالشكر لهيئة قصور الثقافة على تنظيم اللقاء، موضحا أن شخصيات المسرحيات تنوعت بين بشر وحيوانات وطيور، إلى جانب الاعتماد على الراوي على طريقة ألف ليلة وليلة ليحكي الأحداث قبل أن تتجسد أمام القارئ أو المشاهد. وأكد أن النصوص المسرحية لا تكتمل متعتها إلا بعرضها على خشبة المسرح، لإحداث تفاعل مباشر بين الجمهور وعناصر العمل المسرحي كافة.واختتم حديثه بالتأكيد على أن النقد الموجه له يمثل فائدة كبيرة وسينظر إليه بعين الاعتبار في أعماله المقبلة، مشيرا إلى أنه اختار الكتابة لفئة عمرية لم يلتفت إليها من قبل في مجال المسرح الشعري، إذ كان معظم ما هو متاح إما موجها للأطفال الصغار أو للكبار، بينما ظل المراهقون بعيدين عن هذا اللون الأدبي.
نفذ اللقاء بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، من خلال فرع ثقافة الإسكندرية، بإدارة د منال يمني، واختتم بفتح باب المداخلات في أجواء تفاعلية، وذلك بحضور نخبة من الأدباء والشعراء منهم د. حسن عباس، د. عادل سالم، د. إيهاب عبد العظيم، عادل السيد، علاء الدين إبراهيم، الشاعر إيهاب سلام، والشاعرة سماء ياسين، وغيرهم من المثقفين الذين أشادوا بالكتاب وما يحمله من مضامين إنسانية وقيم تربوية.

زيارة مصدر الخبر