رغم مقاطعة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قمة العشرين فى جنوب أفريقيا تشهد نقاشات ساخنة حول أهم القضايا فى الساحة الدولية وتوافد كبير للرؤساء والقادة، وجدال كبير مثار حول خطة الولايات المتحدة لإنهاء النزاع بين موسكو وكييف، وسط رفض أوروبى للخطة.
نواب أمريكيون: خطة ترامب بشأن أوكرانيا تكافئ بوتين
اعتبر أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكى، السبت، أن خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن أوكرانيا تكافئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى من الحزب الديمقراطي جاك ريد من ولاية رود آيلاند، ومارك وارنر من ولاية فيرجينيا، وباتي موراي من ولاية واشنطن، وكريس كونز من ولاية ديلاوير، وبريان شاتز من ولاية هاواي، وإليزابيث وارن من ولاية ماساتشوستس، في بيان حول خطة ترامب بشأن أوكرانيا، إن “هذا الاتفاق لن يخلق سلاما عادلا ودائما”.
وتابع المشرعون: “إنه سيترك أوكرانيا ضعيفة وأوروبا غير مستقرة وأمريكا أضعف”.
وأضافوا أنه يتعين على ترامب أن يعمل مع الكونجرس إلى جانب شركاء أوكرانيا والحلفاء في حلف شمال الأطلسي الناتو من أجل “إيجاد حل دائم يجعل الأميركيين والعالم أكثر أمانا”.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ “دعونا نكون واضحين: هذه حرب عدوان روسية يقودها ديكتاتور قاد قواته لارتكاب جرائم حرب وسرقة أطفال من عائلاتهم وتعذيب مدنيين”.
وأضافوا: “الرئيس ترامب يكافئ الرئيس بوتين على هذه الجرائم ويتخلى عن الأوكرانيين الذين قاتلوا وماتوا من أجل قضية الديمقراطية وحلفائنا الأوروبيين الذين تحركوا لدعمهم”.
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
مبعوثو مجموعة العشرين يتفقون على مسودة إعلان رغم مقاطعة أمريكا
اتفق مبعوثو مجموعة العشرين على مسودة إعلان القادة، قبل قمة مقررة يومي السبت والأحد في جوهانسبرج دون إسهام الولايات المتحدة، حسبما نقلت وكالة “رويترز” عن أربعة مصادر مطلعة.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب أشارت إلى أنها ستقاطع القمة، وذلك بسبب خلافات مع الدولة المضيفة جنوب إفريقيا.
وكان ترمب قال إنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب مزاعم، تم دحضها على نطاق واسع، بأن حكومة الدولة المضيفة ذات الأغلبية السوداء تضطهد الأقلية البيضاء.
ورفض ترمب أيضاً جدول أعمال الدولة المضيفة المتمثل في تعزيز التضامن ومساعدة الدول النامية على التكيف مع الكوارث المناخية المتفاقمة، والتحول إلى الطاقة النظيفة، وخفض تكاليف ديونها المفرطة.
حذّرت الولايات المتحدة جنوب إفريقيا من الدفع نحو إصدار بيان مشترك خلال قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها جوهانسبرج وتقاطعها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب.
وذكر مصدر مطلع، أن دول المجموعة أدرجت إشارات إلى “تغير المناخ” في مسودة الإعلان في تحد لواشنطن، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، وكانت الولايات المتحدة اعترضت في وقت سابق على ذكر تغير المناخ.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترمب “من التقاليد الراسخة في مجموعة العشرين إصدار مخرجات بتوافق الآراء فقط، ومن المخجل أن تحاول حكومة جنوب إفريقيا الآن الخروج على هذه الممارسة المعتادة، على الرغم من اعتراضاتنا المتكررة”.
وامتنعت المصادر عن ذكر تفاصيل محتويات الإعلان، ولم تتضح التنازلات التي يجب تقديمها بشأن الصياغة للفوز بموافقة الجميع.
ووفق “بلومبرج”، دعت مجموعة العشرين (G20) إلى حماية المعادن الحرجة من القيود التجارية الأحادية الجانب، في إشارة إلى الحرب التجارية التي اندلعت هذا العام بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت الوكالة، إن مسودة وثيقة مقترحة اطلعت عليها جاء فيها: “نسعى إلى ضمان قدرة سلسلة قيمة المعادن الحرجة على الصمود بشكل أفضل في وجه الاضطرابات، سواءً كانت ناجمة عن التوترات الجيوسياسية، أو التدابير التجارية الأحادية الجانب التي لا تتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية، أو الأوبئة، أو الكوارث الطبيعية، وأن تتمكن المزيد من الدول المنتجة من المشاركة في سلاسل القيمة والاستفادة منها”.
وحذّرت الولايات المتحدة رسمياً جنوب إفريقيا من الدفع نحو إصدار بيان مشترك خلال قمة مجموعة العشرين.
وتعارض الولايات المتحدة بشكل علني رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين، وكذلك أجندتها الأساسية القائمة على التضامن والمساواة والاستدامة، وهي جزء من مسعى رامافوزا لإرساء نظام عالمي أكثر شمولاً، ويضاف إلى ذلك اتهامات ترمب لجنوب إفريقيا بارتكاب ما وصفها بـ”إبادة ضد البيض في جنوب إفريقيا” ومصادرة الأراضي.
وفي مذكرة دبلوماسية سُلّمت في 15 نوفمبر الجاري، قالت الولايات المتحدة إنها لن تشارك في المحادثات التحضيرية للقمة، ولا في الاجتماع نفسه، كما أنها ستعرقل أي نتيجة تُطرح باعتبارها موقفاً توافقياً للمجموعة، لأن أولويات جنوب إفريقيا “تتعارض مع الرؤى السياسية الأمريكية”، وفق نسخة من الوثيقة.
وجاء في المذكرة: “تعترض الولايات المتحدة على إصدار أي وثيقة ختامية لقمة العشرين تحت مبدأ مواقف توافقية، من دون موافقة الولايات المتحدة. وإذا تم إصدار وثيقة خلال رئاستكم، فستكون على شكل بيان للرئيس فقط، ليعكس بدقة غياب التوافق”.
الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب
صحيفة: أوروبا تعدّ خطة مضادة للمبادرة الأمريكية للسلام فى أوكرانيا
أفادت “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر مطلعة بأن قادة أوروبيين غير راضين عن الخطة الأمريكية للتسوية في أوكرانيا، يُعِدّون مقترحا مضادا لها.
ووفقًا للصحيفة، يسعى الأوروبيون لإقناع أوكرانيا بدعم خطتهم التي يعتقدون أنها بشروط أكثر ملاءمة لكييف.
وكتبت الصحيفة: “تأمل أوروبا في إعداد خطتها خلال أيام، لكن كييف لم تعلن بعد التزامها بقبولها”.
ونشر موقع “أكسيوس” الأمريكي “نص خطة” الرئيس دونالد ترامب لتسوية النزاع في أوكرانيا، مشيرا إلى أنها “تشمل مادة على غرار البند الـ5 من ميثاق “الناتو” للدفاع المشترك لحماية أوكرانيا”.
وحسب “أكسيوس” يتضمن نص مسودة الخطة:
١- تؤكد الولايات المتحدة أن هجوما مسلحا كبيرا ومتعمدا ومستمرا من قبل روسيا عبر خط الهدنة المتفق عليه في الأراضي الأوكرانية يعتبر هجوما يهدد السلام والأمن في المجتمع عبر المحيط الأطلسي. في مثل هذه الحالة، يقوم رئيس الولايات المتحدة، بممارسة السلطة الدستورية وبعد مشاورات فورية مع أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والشركاء الأوروبيين، يقوم بتحديد التدابير اللازمة لاستعادة الأمن. وقد تشمل هذه التدابير القوة المسلحة، والاستخبارات والمساعدة اللوجستية، والإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية، وغيرها من الخطوات التي تعتبر مناسبة. ستقوم آلية تقييم مشتركة مع حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا بتقييم أي خرق مزعوم.
٢- يؤكد أعضاء الناتو بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وبولندا وفنلند، أن أمن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من الاستقرار الأوروبي ويلتزمون بالعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة في الرد على أي انتهاك مما يضمن وضع رادع موحد وذي مصداقية.
٣- يدخل هذا الإطار حيز التنفيذ عند التوقيع ويظل ساري المفعول لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد وتقوم لجنة رصد مشتركة بقيادة شركاء أوروبيين بمشاركة الولايات المتحدة بالإشراف على الامتثال.
التوقيع:
أوكرانيا
روسيا
الولايات المتحدة الأمريكية
الاتحاد الأوروبي
“الناتو”
بالإضافة إلى الضمان الأمني تدعو الخطة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الأراضي الأوكرانية والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشرق.
وبحسب منشور “أكسيوس” ستسيطر روسيا على كل منطقة دونباس، في حين سيتم تجميد خطوط السيطرة في خيرسون وزابوريزجيه في الغالب.
كما لن تكون هناك قوات الناتو على الأراضي الأوكرانية وسيحدد الجيش الأوكراني 600000 فرد – أصغر مما هو عليه في الوقت الحالي (800,000-850,000 جندي) ولكنه أكبر بكثير مما كان قبل الحرب (250,000).

الحرب الأوكرانية
وفد عسكري أمريكي رفيع قد يزور موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة خطة ترامب
أفادت صحيفة “جارديان” البريطانية، نقلا عن مصادر أمريكية، أن مجموعة من الجنرالات الأمريكيين قد تسافر إلى موسكو في نهاية الأسبوع المقبل لمناقشة الخطة الأمريكية للتسوية الأوكرانية.
وصرح البيت الأبيض أن المفاوضات بشأن التسوية الأوكرانية مستمرة، وأن هناك خطة يوافق عليها القائد الأمريكي. من جانبه، أفاد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو لم تتلق رسميا معلومات عن الخطة الأمريكية.
ووفقا له، هناك بعض الأفكار من الجانب الأمريكي، ولكن لا يتم مناقشة أي شيء بشكل موضوعي في الوقت الحالي. في الوقت نفسه، تحافظ روسيا بشكل كامل على انفتاحها للمفاوضات السلمية وتظل على منصة المناقشات التي جرت بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة في أنكوريج.
وأضاف بيسكوف، أن نظام كييف يجب أن يتخذ قرارا مسؤولا ويبدأ في التفاوض، حيث أن مساحة حرية صنع القرار لكييف تتقلص مع فقدان الأراضي.
في الوقت نفسه، قال بيسكوف بشأن تقدم القوات المسلحة الروسية إنها “إجبار لفلاديمير زيلينسكي ونظامه على حل سلمي، وإن الاستمرار في القتال بالنسبة لكييف لا معنى له وخطير”.

لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين