في مثل هذا اليوم ولدت الكاتبة الإنجليزية جورج إليوت، الاسم الأدبي لماري آن إيفانز، في 22 نوفمبر 1819 بمقاطعة وورويكشير بإنجلترا، وتعتبر واحدة من أبرز كتاب العصر الفيكتوري، إذ طورت أسلوب التحليل النفسي للشخصيات الذي أصبح سمة مميزة للرواية الحديثة، ومن أشهر أعمالها: آدم بيد (1859)، مطحنة على الطَفّ (1860)، سيلاس مارنر (1861)، ميدلمارش (1871–72)، ودانيال ديروندا (1876).
بدايات جورج إليوت
نشأت جورج إليوت في بيت صاحب العمل الذي كان يعمل فيه والدها، والتحقت بمدرسة السيدة والينجتون في نونيتون بين 1828 و1832، حيث تعلمت الالتزام الديني والانضباط، ثم تابعت تعليمها في مدرسة ديربانت للبنات في كوفنتري. وبعد وفاة والدتها، عادت إلى المنزل لتدبير شؤون البيت، لكنه سمح لها بالاطلاع على اللغات الأجنبية، بما في ذلك اللاتينية والألمانية.وخلال إقامتها في كوفنتري، تعرفت على تشارلز براي، صانع شرائط ثري ومفكر حر، وأخوه تشارلز هينيل، مؤلف كتاب An Inquiry Concerning the Origin of Christianity” (1838)”، الذي ساهم في تكوين رؤيتها النقدية والدينية، وجعلها تتراجع عن التقاليد الدينية المتشددة لعائلتها.
التحول الفكري والعلاقات الأدبية
في منتصف الأربعينيات، تولت ترجمة كتاب “Das Leben Jesu kritisch bearbeitet” لـ د. ف. شتراوس، والذي نشر باسم مستعار عام 1846 بعنوان “The Life of Jesus Critically Examined”، وهذه التجربة كانت نقطة تحول، إذ عززت دورها في نشر الفكر العقلاني في إنجلترا.بعد ذلك انتقلت إلى لندن للعمل مع دار النشر The Westminster Review، حيث شغلت منصب مساعد محرر وكونت شبكة واسعة من العلاقات الأدبية والسياسية مع أبرز المثقفين والفلاسفة مثل هربرت سبنسر، وفي هذه الفترة التقت جورج هنري ليوز، الصحفي والمفكر الفيكتوري، وأصبحت شريكته مدى الحياة، إذ عاشا معًا حياة شبه زواجية حتى وفاته عام 1878، وهو من دعمها وشجعها على كتابة أعمالها الأدبية الكبرى.
إبداعات جورج إليوت
بدأت جورج إليوت بنشر قصص قصيرة مستوحاة من طفولتها وبيئتها المحلية في كوفنتري، ومن أبرزها: “The Sad Fortunes of the Reverend Amos Barton” و”Scenes of Clerical Life” (1858).وأول رواية طويلة لها كانت “آدم بيد” (1859)، والتي عرفت بالدقة الواقعية وروح الدعابة، ثم جاءت “مطحنة على الطف” (1860)، التي أبرزت التحليل النفسي للشخصيات، و”سيلاس مارنر” (1861) التي أصبحت من أشهر أعمالها.وفي “ميدلمارش” (1871–72) قدمت جورج إليوت تحفة فنية متكاملة، حيث رسمت المجتمع الإنجليزي من جميع طبقاته، مستعرضة تأثير الأفعال الصغيرة على حياة الأفراد والمجتمع، بينما تناولت في “دانيال ديروندا” (1876) قضايا الهوية والديانة، مع التركيز على الجالية اليهودية وطرح رؤية إنسانية عميقة للشخصيات.
السنوات الأخيرة في حياة جورج إليوت
بعد وفاة ليوز عام 1878، تولت جورج إليوت إدارة شؤون حياتها وممتلكاتها، وتزوجت لاحقا من جون والتر كروس في مايو 1880، وعادت معه إلى إيطاليا ثم استقرت في منزلها بويتي و4 شارع تشيني في تشيلسي بلندن، حيث توفيت في ديسمبر من نفس العام، ودفنت في مقبرة هايجيت الشهيرة.