عاد إيلون ماسك لإثارة الجدل مجددًا بعدما أكد في مقابلة جديدة مع نيكهيل كامات أنه يرى احتمالًا كبيرًا بأن البشرية تعيش داخل “محاكاة رقمية” تشبه عالم فيلم The Matrix، وفي الوقت نفسه، كشف أنه يتجنب لعب GTA لأنه لا يحب قتل الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs).

“فرصة عالية أننا نعيش في محاكاة”

وعندما سأله كامات عن مدى اقتناعه بنظرية المحاكاة، رد ماسك بجملة حاسمة: “على الأرجح… الاحتمالات عالية جدًا ” وشرح رؤيته من خلال مقارنة تطور الألعاب خلال الخمسين سنة الماضية، بدءًا من لعبة Pong البدائية التي كانت لا تتعدى مربعًا بسيطًا يتحرك على الشاشة، وصولًا إلى الألعاب الحالية التي تقدم عوالم فوتوريالية ومعارك حية بتفاصيل مذهلة في الوقت الحقيقي،  وأشار ماسك إلى أنه إذا استمرت التكنولوجيا في التطور بهذا المعدل، فسنصل في النهاية إلى ألعاب غير قابلة للتمييز عن الواقع، ما يجعل فكرة وجود حضارة متقدمة قادرة على بناء محاكاة كاملة أمرًا منطقيًا تمامًا.

 

ويرى ماسك أن التطور التكنولوجي عبر آلاف أو حتى ملايين السنين قد يمكّن حضارات متقدمة من إنشاء عدد لا يُحصى من العوالم المحاكاة، مكتملة بشخصيات ذكية وسلوكيات بشرية معقّدة، وبناء على هذا المنطق، يعتقد أنه من غير المستبعد أن نكون نعيش بالفعل داخل واحدة من هذه المحاكاة، وهو طرح أثار جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية والفلسفية، بين من يرى فيه مجرد فرضية غير قابلة للاختبار ومن يعتبره احتمالًا واقعيًا خاصة مع السرعة المرعبة لتقدم الذكاء الاصطناعي.

 

لماذا لا يحب ماسك لعبة GTA؟

 

وفي المقابل، انتقل الحوار إلى منطقة أكثر خفة لكن لا تخلو من الدلالات، حين تحدّث ماسك عن علاقته المتواضعة بعالم ألعاب الفيديو، ورغم اهتمامه الكبير بالتقنية، اعترف بأنه لم يكن يومًا من محبي سلسلة Grand Theft Auto، وعلّق قائلًا: “لم ألعب الكثير من GTA… لم يعجبني أنك لا تستطيع التقدم في اللعبة دون قتل الشرطة ” وأوضح أن هذا العنصر من اللعبة يجعله يشعر بعدم الارتياح لأنه لا يحب فكرة قتل الشخصيات غير القابلة للعب، مضيفًا: “هذا لا يناسبني… لا أحب قتل الـNPCs.”

مقابلة تكشف جانبًا شخصيًا وغير معتاد

هذا الجانب الأخلاقي الذي أظهره ماسك خلال حديثه عن الألعاب يقدّم صورة مختلفة جزئيًا عن رجل الأعمال المعروف بجرأته وتصريحاته المثيرة، فقد بدا أكثر ترددًا تجاه العنف الافتراضي، وكأنه يرفض الانخراط في أفعال يراها غير مبررة حتى داخل عالم رقمي غير واقعي،  أما حديثه عن المحاكاة، فيُعيد إلى الواجهة واحدة من أكثر أفكاره إثارة للجدل، تلك التي تجمع بين الفلسفة الرقمية والخيال العلمي والنظرة المستقبلية للتكنولوجيا، وتفتح الباب أمام تساؤلات لا تنتهي حول طبيعة الواقع وحدود ما يمكن أن تصنعه الحضارات المتقدمة.

 

زيارة مصدر الخبر