ننشر قصيدة “روح” لـ الشاعر حسين سعيد سيد محمد..
الأساطيرُ ناقصةٌ
في دمي
قلتُ
قال الخلودُ:
“الكمالُ هو الموتُ”
كُنْ ناقصَ الحُلمِ
يا صاحبي
و اقتفِ الضَّوءَ في أحرفي
إنه الأبديُّ
ولا تتّبعْ غيرَ روحِكَ
فهي سماوتُكَ السبعُ
واركضْ كما تركضُ الخيلُ
نَمْ عاريًا
لا سواكَ
سينهارُ في حضنِه الموتُ
كالمطرِ الحرِّ
لا تكترثْ
بالقبيلةِ والآخرينَ
فلا أنتَ أغنيةٌ الراحلينَ
إلى حيثُ
فِردَوسُهم في الأعالي
ولا فمُكُ النورُ
أيقونةُ القادمينَ
من الغـيبِ
لا أنتَ يا صاحبي
عشبةٌ للخلودِ
ولا سببٌ للقيامةِ
لا إنْ صرختَ
ستنقضُّ هذي الطبيعةُ
كالطللِ المتهالكِ
في كلِّ هذا الفراغِ
الذي يوجزُ الغيبَ والمستحيلَ
ولا إنْ تغنَّيتَ بالشمسِ و الياسمين
ستنمو الفراشاتُ من فمِك النورِ
في إثرِ قديسةٍ كالسحابةِ
تهطلُ
إذ يصعدُ البيتَ طفلٌ ملاكٌ
يقول لها
“أمطري الآن يا خالتي علَّه يبزغُ العشبُ”
قدِّيسةٌ أنتَ سمَّيتَها بالبكاءِ الأخيرِ
ولا أنتَ أسطورةٌ في جدارٍ
ولم أحفظْ السرَّ من قبلُ
إذْ قال لي خالقُ الضَّوءِ ” أنتَ حبيبي ”
ولم تقرأْ الغيبَ
في الأغنياتِ التي
هدهدتكَ بها جدةٌ في المساءِ
فمَن سوف يحكي لهذا المدى الرحبِ
عنّـي سواي
وعن خُطوتي وهي تجتاز ُ إفريقيا
تعبرُ الأطلسي
ولم تلتقطْني الرداراتُ يومًا
ولا القمرُ الاصطناعي يا صاحبي
إنه جسدي النورُ
لا شبحٌ أو وخيالٌ سيجتاحُ فاتنةً
ثم يلتهمُ العطرَ من روحِها قطرةً قطرةً
كي يذوبَ ويجتاحَنا العطرُ بالعبقِ الأبديِّ
ولا باستطاعةِ “زوسكندَ” أن يعبرَ الكونَ
في خُطوةٍ
كي يرى الله مثليَ
أو يتمشَّى على النهرِ
كالأنبياءِ القُدامى
فيا صاحبي
إنما الحلمُ آخرُه أن أقولَ اكتفيتُ
من النقشِ باسمي على معبدِ الملكاتِ
وفي صُحفِ البابليينَ
والنجمِ
نقشٌ كأيقونةٍ في الجدارِ الأخيرِ
وأغنيةٌ وكفى
والمسيحُ بنُ مريمَ
في آخرِ الحربِ
يهتف باسمي
” نصلِّي معًا يا أخا السرِّ
والخطواتِ المدى الرحبِ
كي يبزغَ الماءُ
والأمنياتُ الكثيفةُ
يا صاحبي
لما تعُدْ
جدتي من غيابٍ
لتخلقَ أسطورةً
لم تقلْها سواها
فأنعسَ في النهرِ كالسرِّ
لا أخشى جنيَّةَ القاعِ
أو طلقاتِ البنادقِ والليلَ لكنَّها
الذكريات التي تتقافزُ بين الدجاجاتِ والجدةِ الأم والبيتِ
والعتباتُ القديمةُ
تخطفُنى من فراديسَ قدسيةٍ في السماءِ
ومن غرقي الموسميِّ
ومن خاطري
إنه جسدي النور
يا بنتَ عمِّ السماء
“زوسكند” هو الروائي الألماني باتريك زوسكند مؤلف رواية “العطر .. قصة قاتل” التي تدور عن بطل يصنع العطر من أجساد الفاتنات.