اليوم السابع, ثقافة 4 ديسمبر، 2025

مع قرب الاحتفال بمئوية الفنان الكبير أحمد طوغان خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة، نسلط الضوء على إرثه الفني الغني والمتميز، وفي هذا السياق، نستعرض مسيرته الطويلة والمتميزة في فن الكاريكاتير، التي امتدت لأكثر من 65 عامًا، والتي جعلته أحد أبرز رسامي الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، وسلطت ريشته الضوء على قضايا الإنسان وحقوقه وقضايا الأمة العربية.

ولد أحمد ثابت طوغان في محافظة المنيا لأب كان يعمل ضابطًا، وبدأ اهتمامه بالكاريكاتير منذ أن كان طالبًا في مدرسة الأقباط الابتدائية في ديروط بأسيوط مطلع الثلاثينيات. حينها لاحظ مدرس الرسم موهبته وشجعه على تطويرها، وقدم له كتبًا متخصصة في هذا الفن، ما جعل طوغان يقرر أن الكاريكاتير سيكون طريقه الوحيد في الحياة.

تأكد طوغان من أهمية هذا الفن أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما استخدم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الكاريكاتير كسلاح معنوي لرفع الروح المعنوية للجنود بعد اجتياح الألمان لأوروبا،  وفي تلك الفترة، بدأ طوغان برسم لوحات على الجدران باستخدام الطباشير، حتى التقى صدفةً بمحمود السعدني الذي شجعه على احتراف الرسم للصحف.

طوغان والعمل الصحفي

على الرغم من معارضة بعض الصحفيين في البداية وتمزيق لوحاته، واصل طوغان العمل في مجال الكاريكاتير، بدءًا من مجلة 12 ساعة عام 1947، ثم في جريدة الجمهور المصري ومجلة المساء مع أستاذيه رخا وزهدي، ثم في مجلة روزاليوسف، وفي أكتوبر 1953، اختاره الرئيس الراحل أنور السادات للمشاركة في تأسيس صحيفة الجمهورية ورسم الكاريكاتير السياسي فيها، ما قاده إلى صداقة طويلة مع السادات، رغم خلافاته مع بعض المسؤولين لاحقًا، ما دفعه للانسحاب من العمل في الصحف حفاظًا على استقلاليته المهنية.

تأثر طوغان بثلاثة من آباء فن الكاريكاتير المصري، هم رخا وزهدي وصاروخان، وانتقل لاحقًا ليصبح مرشدًا لرسام الكاريكاتير الكبير صلاح جاهين، الذي بدأ مشواره الفني برعاية طوغان وزكريا الحجاوي، بعد أن ظهر لأول مرة عام 1949 في مجلة الأسبوع.

على مدار سنوات عمله، اختلط طوغان بشخصيات مهمة مثل فتحي الرملي، وفاطمة اليوسف، وزكريا الحجاوي، ويوسف إدريس، إلا أن محمود السعدني ظل الأقرب إلى قلبه، حيث قضى معه أغلب حياته العملية، كما وصفه في أحد حواراته الصحفية.

تميز طوغان بموقف سياسي واضح تجاه القضايا المصرية والعربية، مؤيدًا لثورة يوليو وانتقاداته للفساد السياسي بعد الثورة، وكان ضمن  الذين قرروا بعد هزيمة 1967 تشكيل مجموعة للمقاومة المسلحة ضد الإسرائيليين إذا دخلوا القاهرة، كما شارك في معارض ودعم القضايا الوطنية من خلال رسوماته.

اعتبر طوغان أن القومية العربية كالدين، لا تموت، وأن مصير العرب واحد، وهو ما انعكس في موقفه من القضية الفلسطينية، حيث حاول التطوع للحرب ضد إسرائيل عام 1948، لكنه لم يتراجع عن موقفه السياسي حتى بعد رفض صديقه السعدني للالتحاق معه.

لم تقتصر إسهامات طوغان على مصر فقط، بل امتدت أعماله وفنه إلى الجزائر خلال حرب الاستقلال، حيث وثق تجربته في كتابه أيام المجد في وهران، إضافة إلى زياراته لليمن ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وفرنسا.

المناصب الهامة التي تقلدها

تقلد طوغان عدة مناصب مهمة، منها مستشار دار التحرير للطبع والنشر، ورئيس تحرير مجلة أمبسادورز العالمية في كندا، ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير، كما كان رئيس الجمعية المصرية لرسامي الكاريكاتير وأحد مؤسسيها. إلى جانب ذلك، أصدر مؤلفات عدة أبرزها كتابه قضايا الشعوب الذي كتب مقدمته الرئيس السادات.

أقام طوغان معارض عديدة لأعماله، منها 100 سنة كاريكاتير في يناير 2011، و الكاريكاتير والثورة في أكتوبر 2011، و همّ يضحك في مايو 2012، وترك إرثًا فنيًا غنيًا من اللوحات والكاريكاتير والكتابات.

الجوائز التي حصل عليها

نال طوغان العديد من الجوائز تقديرًا لموهبته وعطائه، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة علي ومصطفى أمين، والجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير عن حقوق الإنسان من الأمم المتحدة

زيارة مصدر الخبر