اكتشف الباحثون وجها بشريا منحوتا على قاعدة صخرية لعمود قائم في سايبورج، إحدى مستوطنات العصر الحجري الحديث المدرجة ضمن مشروع تاش تيبيلر (تلال حجرية) بالقرب من مدينة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، وفقا لما نشره موقع” turkiyetoday”.
أُعلن عن هذا الاكتشاف خلال أعمال تنقيب جارية بقيادة إيليم أوزدوغان من قسم آثار ما قبل التاريخ بجامعة إسطنبول.
قلب العصر الحجري الحديث حيث بدأت الحياة المستقرة
يأتي هذا الاكتشاف من منطقة تُوصف بأنها من أهمّ البيئات الطبيعية في العصر الحجري الحديث، وهو العصر الذي بدأت فيه المجتمعات البشرية بالاستقرار وإنتاج غذائها بنفسها بدلاً من الاعتماد كلياً على الصيد وجمع الثمار. وفي هذا السياق، سُلِّط الضوء على الأجزاء الشمالية من نهري الفرات ودجلة، وخاصةً المنطقة المحيطة بشانلي أورفا، كأماكن يُمكن فيها رصد التغيير الثقافي بشكلٍ لافتٍ للنظر.
ساعدت الدراسات الأثرية والقياسية التي أُجريت حتى الآن الباحثين على تحديد الممارسات الطقسية، والحياة اليومية، واستراتيجيات العيش، وعمليات التدجين، والإنجازات المعمارية، وتقنيات الإنتاج لمجتمعات العصر الحجري الحديث بتفصيل.
مباني خاصة صغيرة ذات أعمدة ومدافن
في سايبورك، ركز علماء الآثار على مبنيين صغيرين نسبيًا، قطر كل منهما حوالي ثمانية أمتار، يقعان بالقرب من مركز المستوطنة. يتميز هذان المبنيان بوضوح عن الوحدات السكنية المحيطة من خلال عدد أعمدتهما وترتيبها وخصائصهما المعمارية المميزة.
في المبنى الشرقي، عُثر على هياكل عظمية بشرية موضوعة في تجاويف محفورة داخل الجدران، وقد فُسِّر وجود هذه المدافن داخل المبنى على أنه دلالة على أن المبنى كان له وظيفة خاصة، وربما كان مرتبطًا بطقوس معينة، وليس مسكنًا عاديًا.
وجه إنسان على قاعدة صخرية تواجه مكانًا رمزيًا
في المبنى الغربي، المجاور مباشرةً للمدفن، سجّل علماء الآثار هذا الاكتشاف الجديد، يرتفع أحد الأعمدة داخل هذا البناء من قاعدة منحوتة مباشرةً في الصخر الطبيعي، على واجهة هذه القاعدة، عثر الباحثون على وجه بشري واضح المعالم.
يقف العمود ذو القاعدة المنحوتة مقابل كوة كبيرة مُقامة داخل المبنى وفي المنطقة نفسها، تحمل الوجوه الداخلية لعمودين متجاورين رسومات لنمر وخنزير.
وبالنظر إلى هذه الرسومات، فإن الجمع بين الوجه البشري على القاعدة، والأشكال الحيوانية على العمودين، والتركيز المعماري على الكوة، يشير إلى أن هذه المباني المدمجة ربما كان لها دور رمزي أو احتفالي في الحياة الاجتماعية والطقوسية للمستوطنة.
يواصل العمل في سايبورك إضافة معلومات جديدة إلى ما هو معروف عن العمارة الاجتماعية والطقوس في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، عندما لم تبدأ المجتمعات بعد في استخدام الأواني الخزفية.

وجه بشرى منحوت