ارتبط البشر، منذ فجر التاريخ، بـ”القمر”، فكان إلها ومقدسا عبر الحضارات، وأحد الأجرام السماوية التى لفتت إليها أنظار البشر بتأثيرها فى الإنسان، لكن كما قدس الإنسان القمر باعتباره إلهيًا وهبة سماوية، لكنه أيضا ارتبط بالكثير من الخرافات والأساطير التي غيرت من تلك الهالة المقدسة التي ارتبطت به عند الإنسان القديم.
ولليوم الثانى على التوالى ظهر القمر بدرا مكتملا يطلق عليه القمر العملاق، وهو القمر العملاق الثالث والأخير هذا العام، حيث يظهر حجمه الظاهرى أكبر بحوالي 7–8٪ وأكثر إضاءة بحوالي 15–16٪ مقارنة بمتوسط أقمار البدر الشهرية.
وفي الكثير من الثقافات الشعبية، يسود اعتقاد أن ظهور القمر العملاق في منتصف الشهر القمرى يثير الاضطرابات العقلية، بحسب برنار ملغان الذى يقول “فى القرن التاسع عشر كان المجانين يتعرضون للضرب فى المصحات قبل اكتمال القمر وأثناء ذلك وبعده لتهدئتهم”.
ولأن القمر يكبر بعد ولادته فى أول الشهر القمري، “صار مرتبطا بالخصوبة وما يزرع وما ينمو”. ولأن الشهر القمرى يعادل الدورة الشهرية للنساء تقريبا، ظهرت تكهنات كثيرة حول ارتباط هذا بذاك، لكن العلماء يؤكدون أنها ليست سوى مصادفة.
ويقول ملغان “لا يولد أطفال أكثر من العادة عند انتصاف القمر”، ولا شيء من الإحصاءات يؤيد هذا الاعتقاد، لكنه ما زال سائدا.
ومن الخرافات التى ما زالت سائدة أن الشعر والأظافر تنمو حين يكون القمر فى طور النمو ليصبح بدرا، لذا يفضل أن يذهب المرء إلى الحلاق فى النصف الثانى من الشهر القمري، حين يكون القمر فى مرحلة الانحسار، ويسود اعتقاد أيضا أن لمراحل القمر تأثيرا على الزراعة، وأن كل مرحلة من الشهر القمرى تناسب زرع نوع معين من النبات.
فى المقابل، يتوقع برنار ملغان أن يتوصل العلم يوما إلى تأثيرات حقيقية للقمر على الإنسان، ويقول “مثلا، زوجتى لا تقدر أن تنام حين يكون القمر بدرا، وهناك أشخاص أكثر حساسية من غيرهم على هذا الأمر”.