أعلنت إصدارات الكبريت ودار نشر أطياف عن صدور النسخة الإنجليزية من كتاب “السندريلا والقديس” للكاتب أحمد الخميسي، بترجمة ياسمين فهد.
من الطفولة المكسورة إلى لحظة الاكتشاف
وفق الرواية التي يقدّمها الخميسي، لم تكن سعاد سوى فتاة نحيلة أمية، تحمل آثار طفولة مثقلة بالكسور، لكنها تخبئ شرارة نادرة خلف الخوف والصمت.وفي هذا البيت القاهري المتواضع، رآها الخميسي، كما يروي في مذكراته، أشبه بـ“ألماسة مغطاة بغبار السنين”، فبدأ رحلة اكتشاف موهبتها وتوجيهها في عالم الفن.
مذكرات القُدّيس.. وثيقة تكشف الوجه الإنساني للسندريلا
تتميز النسخة الإنجليزية بكونها أول تقديم عالمي لمذكرات الخميسي التي يسرد فيها علاقته بـ السندريلا سعاد حسني، وهي علاقة يصعب توصيفها بالحب أو الصداقة التقليدية؛ علاقة يسميها الكتاب “مودة أفلاطونية مُلتبسة” تقترب دون أن تكتمل، وتمنح دون أن تطلب مقابلًا.في هذه المذكرات يكشف الخميسي كيف ساعد الفتاة الأمية على قراءة العالم، لا الحروف فقط، وكيف حاول حمايتها من “مستنقع الاستغلال التجاري” الذي كان يهدد موهبتها الوليدة.ويستعيد الكتاب لحظات تكوين أولى شهدت ولادة نجمٍ سيغيّر وجه السينما العربية إلى الأبد.
تقاطع المصائر.. من رحلة المجد إلى مأساة الغربة
لا يقتصر العمل على مرحلة الاكتشاف؛ بل يتابع مسار الروحين اللتين جمعهما القدر وافترقت بهما الحياة.فبينما دفع الخميسي ثمن مواقفه السياسية بالنفي، كانت سعاد تخوض صراعًا آخر مع شهرتها المرهقة وضغوط الأضواء.وفي مفارقة مؤلمة، كما يعرضها الكتاب، انتهى كلاهما إلى عزلة مأسوية خارج الوطن، ليجتمع الخطّان المتوازيان مرة أخرى في الظل، وإن بعد الرحيل.
ترجمة لفتح أبواب جديدة أمام القارئ العالمي
تحمل الترجمة الإنجليزية لـ”السندريلا والقديس” أهمية خاصة، ليس فقط لأنها تقدم قصة إنسانية بديعة، بل لأنها تعيد تعريف سعاد حسني للقارئ غير العربي، بعيدًا عن الصورة النمطية للنجمة.فالكتاب لا يقدّم مجرد سيرة فنية، بل رحلة وجودية عن الحرمان، والبحث عن الأمان، والضوء الذي يخرج من الظلام.وتأتي الترجمة بصياغة رشيقة تحافظ على الشعرية التي تميز أسلوب أحمد الخميسي، وتجعل النص قادرًا على الوصول إلى قارئ متعدد الثقافات.
عمل يخلّد سردية شخصية ووطنية معًا
يقدّم “السندريلا والقديس” سردًا نادرًا من داخل الذاكرة؛ ذاكرة رجل اكتشف موهبة، وذاكرة امرأة صارت أسطورة، وذاكرة وطن تغيّر أكثر من مرة خلال حياتهما.إنه عمل يلامس جوهر التجربة الإنسانية: الموهبة حين تكون نعمة ونقمة، الشهرة حين تتحوّل إلى ثمن، والحب الذي يشبه الحماية أكثر مما يشبه الغرام.ََ