اليوم السابع, ثقافة 11 ديسمبر، 2025

قال الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ في لقائه مع فاروق شوشة والذى بثه التليفزيون المصرى إنه لو لم تكن هناك كتابة في حياته ووظيفة فقط لصار الأمر مملا جدا ولباتت الحياة بلا معنى، وقد عمل نجيب محفوظ موظفاً حكومياً 37 عاماً في مناصب عدة منها جامعة القاهرة، وزارة الأوقاف، وزارة الإرشاد، الرقابة على المصنفات الفنية، رئاسة السينما وقد علمته الوظيفة كما قال النظام وأتاحت له استغلال وقته الأدبي بفعالية، وكان متفائلاً بتركها ليفرغ للفن.

 

الحياة بين الروتين والإبداع

وقد قال نجيب محفوظ عن الوظيفة: “أعطتنى حياتى فى الوظيفة مادة إنسانية عظيمة، وأمدتنى بنماذج بشرية لها أكثر من أثر فى كتاباتى، ولكن الوظيفة نفسها كنظام حياة وطريقة لكسب الرزق، لها أثر ضار أو يبدو كذلك، فلقد أخذت الوظيفة نصف يومى ولمدة 37 سنة، وفى هذا ظلم كبير، ولكن الوظيفة فى الوقت نفسه علمتنى النظام، والحرص على أن أستغل بقية يومى فى العمل الأدبى قراءة وكتابة، وجلعتنى أقضى كل دقيقة فى حياتى بطريقة منظمة، وهذا فى تصورى هو أثر إيجابى للوظيفة فى ظل المجتمع الذى نعيش فيه”.

وبحسب كتاب “نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء على أدبه وحياته” للكاتب والناقد الراحل رجاء النقاش، يقول “محفوظ”، كنت أرد على مشاكل الناس التى تصل إلى وزير الأوقاف مباشرة أو عن طريق النواب، ولاحظت كم أن الحزبية والمصالح الشخصية تتدخل بشكل سافر يضر بمصالح الناس، أما فى إدارة الجامعة فقد اصطدمت بنماذج بشرية أخرى، فبطل “القاهرة الجديدة” عرفته وهو طالب وتتبعته إلى أن حصل على وظيفة، ولكن “سقوطه” بدأ وهو طالب، وبطل “خان الخليلى” كان زميلاً لنا فى إدارة الجامعة اسمه أحمد عاكف، وقد جاء يشكرنى بعد قراءته للرواية على محبتى له، للدرجة التى جعلتنى أطلق اسمه على بطل الرواية.

زيارة مصدر الخبر