نَعَى اتحاد الناشرين العرب، برئاسة محمد رشاد، وزير الثقافة الأسبق الدكتور محمد صابر عرب، الذي وافته المنية أمس الأحد، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الثقافة المصرية والعربية.
“الناشرين العرب” ينعي محمد صابر عرب
وأكد الاتحاد، في بيان نعيه، أن الراحل تولّى منصب وزير الثقافة في ثلاث حكومات متعاقبة، وكان أستاذًا للتاريخ الحديث بجامعة الأزهر، إلى جانب تقلده عددًا من المواقع القيادية في المؤسسات الثقافية، من بينها رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والإدارة المركزية لدار الوثائق القومية، فضلًا عن رئاسته مكتب النادي العربي للمعلومات بالقاهرة.وأشار البيان إلى إسهامات الدكتور محمد صابر عرب العلمية والفكرية، حيث أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من المؤلفات في مجالات التاريخ والسياسة والفكر، وشارك بكتاباته في العديد من الدوريات الأكاديمية والصحف والمجلات المصرية والعربية على مدار أكثر من أربعة عقود، كما ناقش وأشرف على مئات رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات المصرية والعربية.ولفت اتحاد الناشرين العرب إلى أن الفقيد حصد خلال مسيرته عددًا من الجوائز والتكريمات، من أبرزها جائزة النيل في العلوم الاجتماعية عام 2024، ودرع الكمال الثقافي من الحكومة الجزائرية عام 2018، وجائزة الدولة التقديرية عام 2012، إلى جانب اختياره شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2017.وتقدّم الاتحاد بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد، والمثقفين والناشرين والعاملين في قطاعات الثقافة والنشر والتعليم في مصر والعالم العربي، مؤكدًا أن الراحل كان نموذجًا للرجل الخلوق والمهني، وقدم خدمات جليلة لاتحاد الناشرين العرب على مدار سنوات طويلة، ما جعله يحظى بمحبة واحترام واسعَين في الأوساط الثقافية.
نبذة عن محمد صابر عرب
يُعد الدكتور محمد صابر عرب أستاذ تاريخ العرب الحديث بجامعة الأزهر أحد أبرز الأكاديميين والمثقفين في مصر والعالم العربي، حيث شغل عددًا من المناصب العلمية والقيادية، من بينها رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وعضوية المجلس القومي للمرأة. بدأ مسيرته الأكاديمية معيدًا بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر عام 1974، وتدرّج في المناصب حتى حصل على درجة أستاذ تاريخ العرب الحديث عام 1994، كما عمل أستاذًا مساعدًا بجامعة السلطان قابوس، وأستاذًا زائرًا بعدد من الجامعات العربية.وقدّم الدكتور عرب إسهامات علمية وبحثية بارزة، إذ أصدر العديد من الدراسات والكتب المرجعية في تاريخ مصر والعالم العربي، من بينها مؤلفات عن الحركة الوطنية والأحزاب المصرية وتاريخ العرب الحديث ووثائق مصر في القرن العشرين، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات وندوات علمية دولية وإقليمية، كما تولى مهام قيادية عدة، منها رئاسة دار الوثائق القومية، وعضوية مجلس إدارة دار الكتب والوثائق، والعمل خبيرًا في منظمات ثقافية وأرشيفية عربية ودولية.وعلى الصعيد التعليمي، درّس الراحل طيفًا واسعًا من المقررات الجامعية والدراسات العليا، وأشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات مصرية وعربية، مسهمًا في إعداد أجيال من الباحثين في الدراسات التاريخية.