اليوم السابع, مقالات 20 ديسمبر، 2025

كشفت ورقة بحثية من إعداد مريم صلاح، في وحدة الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن كيف يسيطر اليمين على مستقبل الصهيونية العالمية.

وتناولت الورقة فاعليات المؤتمر الصهيوني في دورته الـ39 المنعقد في مدين القدس المحتلة، وشارك فيه مختلف التيارات والفصائل الصهيونية، وذلك بوضع ملامح المرحلة المقبلة للمنظمة العالمية، من رسم السياسات وتوزيع التمويل إلى التعيينات القيادية.

وقد كشفت مخرجات المؤتمر بوضوح عن اكتساح تيار اليمين وسيطرته على اتجاهات الصهيونية عالميًا، ليشكل بذلك مرحلة جديدة تنبئ عن تحولات في أولويات الصهيونية في السنوات المقبلة. تناقش الورقة أهم ما جاء في المؤتمر وتأثيراته المستقبلية.

 

ما المؤتمر الصهيوني الـ39؟

يعد المؤتمر الصهيوني العالمي السلطة التشريعية العليا للمنظمة الصهيونية العالمية، ويعتبر الجهاز الأعلى لها. وتأسس في عام 1897 على يد تيودور هرتزل، وكان أول اجتماع له في مدينة بازل بسويسرا.

وبعد انعقاد المؤتمر الأول ، كان يتم اختيار أي من الدول الأوربية لتكون مقرا للمؤتمرات التي عقدت سنويا بعد ذلك حتى عام 1901 ، ثم انتقل النظام إلى عقد المؤتمرات كل سنتين تقريبا في الفترة من عام 1903 إلى عام 1913. وتوقف انعقاد المؤتمر بين عامي 1913 و 1921 بسبب الحرب العالمية الأولى وما تبعها من اضطرابات ، قبل أن تستأنف المؤتمرات من عام 1921 إلى عام 1939 ، وتوقف انعقاد المؤتمر مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية ، ومنذ عام 1946 أصبح يُعقد كل أربع إلى خمس سنوات تقريبا. وبعد إعلان قيام إسرائيل في عام 1948، بدأ المؤتمر في الانعقاد في القدس عام 1951 ويستمر في ذلك حتى الوقت الحاضر.

ويشكل مؤتمر المؤتمر الصهيوني، أعلى سلطة تشريعية في المنظمة الصهيونية العالمية، ويضم حوالي 500 مندوب من إسرائيل والشتات اليهودي، موزعين جغرافيا وأيديولوجيا بين التوجهات اليمينية والوسطية واليسارية.

وتتمتع الأحزاب والتيارات المختلفة بحقوق متفاوتة في التصويت والمناقشة، فيما يشارك الممثلون عن المنظمات الدولية الصهيونية بتصويت محدود. ويحدد المؤتمر السياسات العامة ويوزع الميزانيات، ويشرف على تنفيذ البرامج في التعليم، والثقافة، والهجرة، والاستيطان، والشئون الدينية، وهو ما يعطيه القدرة على توجيه نشاطات الحركة الصهيونية عالميا.

شارك في المؤتمر الأخير 543 مندوبا من 36 دولة، مع هيمنة واضحة للمندوبين الإسرائيليين وأحزاب اليمين واليمين الوسط، بينما مثلث الفصائل الوسطية واليسارية أقلية نسبية لكنها استطاعت تمرير عدد من القرارات العملية .

تضمنت أبرز القرارات وقف إقامة مستوطنة E1 التي تقع بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم، وتعزيز دراسة اللغة العبرية في الشتات، وفتح الوصول إلى الحائط الغربي للجمهور العام، ودعم التجنيد العادل في إسرائيل، وإنشاء لجنة تحقيق لأحداث 7 أكتوبر، وتعزيز الشفافية في اعتماد الميزانيات، وحماية المجتمع المدني في إسرائيل، في حين تم تعطيل بعض القرارات المرتبطة بفرض السيادة على الضفة الغربية وغور الأردن.

 

ما المنظمة الصهيونية العالمية (WZO) وأهدفها؟

الهيئة المركزية للحركة الصهيونية تأسست عام 1897 في مؤتمر بازل بقيادة هرتزل، وتشرف على توحيد النشاط الصهيوني وإدارة مؤسساته القومية: کیرن هایسود: جمع الأموال لتمويل الهجرة والتوسع الاستيطاني- الوكالة اليهودية : تنظيم الهجرة ودمج المهاجرين في إسرائيل- کیرن كابيمت: الاستلاء على الأراضي وتمويل الاستيطان.

أهداف المنظمة: وضع الاستراتيجيات طويلة المدى لتنفيذ المشروع الصهيوني عالميا- تشجيع الهجرة الإسرائيل وتوسيع المستوطنات – تعزيز وحدة اليهود عالميا وتقوية ارتباطهم بإسرائيل.

 

مخرجات المؤتمر الصهيوني الـ39

عرضت لجنة المراجعة الدستورية مجموعة من مشروعات التعديلات على دستور المنظمة قدمتها الأحزاب والمنظمات المشاركة خلال جلسات المؤتمر، تنوعت المقترحات بين قضايا تنظيمية وإدارية وأخرى ذات طابع فكري . تقدمت منظمة بناي بريث الدولية بمقترح لتوسيع صلاحيات المؤتمر، بينما اقترحت حركة أرزنو ( ARZENU) إنشاء لائحة جديدة لتنظيم آليات تنفيذ الدستور. أما الليكود العالمي فقد طرحمقترحين لتقليص النفقات الإدارية وتعديل المواعيد المرجعية للانتخابات والترشح ، في حين ركزت حركة شاس على قضايا الهوية والتراث من خلال الدعوة إلى تخصيص يوم تذكاري للحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس ) وإنشاء إطار الحماية الكنس والمباني التاريخية.

وقدمت حركة أرض القدس (Eretz Hakodesh مقترحين لخفض سن الترشح والانتخاب إلى 17 عاما، ولتعزيز صلاحيات الرقابة والمساءلة داخل الأجهزة التنفيذية. كما طرحت حركة شعب إسرائيل حي مقترحات تتعلق بتوحيد أنظمة الاتحادات الصهيونية وتحديد صلاحيات الأمانة العامة.

كما اقترحت حركة (Vision) إنشاء قواعد عامة للشفافية المؤسسية وضمان الامتثال لأحكام الدستور والقضاء، في حين تقدمت المنظمة العالمية للمجتمعات والكنس الأرثوذكسية بمقترح لتأسيس منصب رئيس الأمن المؤسسي داخل المنظمة. وتضمنت المقترحات تعديلا من المنظمة الصهيونية الأمريكية (ZOA) لتعزيز معارضة حركة المقاطعة (BDS) ، ومقترحًا من الحركة المزراخية العالمية لتعديل المادة 22 من الدستور.

وقدم حزب يوجد مستقبل (يش عتيد) مقترحين لضمان التمثيل المتكافئ للنساء واشتراط الخدمة الوطنية أو العسكرية للمندوبين الإسرائيليين، بينما اقترحت منظمة هداسا تعديلا على برنامج القدس » لتعزيز البعد العملي للانتماء الصهيوني. فيما يرتبط بالتصويت على القرارات المقترحة السابقة فقد تم اعتماد ما يلي:

تم اعتماد إنشاء اللائحة (11) الجديدة لتنفيذ بنود الدستور (المادة 2 والمادة (12).
تم اعتماد تعديل المادة 41 (ج) من الدستور. لم يكن ضمن المقترحات قبل المؤتمر، وهي مادة متعلقة بكيفية اختيار أعضاء الهيئة التنفيذية الخارجية للمنظمة الصهيونية العالمية، وخصوصا تمثيل اليهود في الشتات).

لم يتم اعتماد الاقتراح الخاص بخفض سن الأهلية للتصويت والترشح لمجلس الكونجرس إلى 17 عاما”.

زيارة مصدر الخبر