يعمل باحثون على تطوير نوع جديد من أجهزة الكمبيوتر يعتمد على أنسجة دماغ بشري حية بدلًا من الشرائح الإلكترونية التقليدية، في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في مستقبل الحوسبة، بحسب تقرير نشره موقع “ScienceAlert”.وأوضح التقرير أن تلك الأنظمة المعروفة باسم “الحواسيب البيولوجية”، لا تزال في مراحلها الأولى جدًا، لكنها نجحت بالفعل في أداء مهام بسيطة مثل لعب ألعاب إلكترونية بدائية والتعرف المحدود على الأصوات، ما يعكس قدرة الخلايا العصبية المزروعة على معالجة الإشارات والتعلّم بدرجة محدودة.

تطوير أجهزة كمبيوتر مصنوعة من أنسجة الدماغ.. ما القصة؟ (صور)
img
img
 

كيف تعمل هذه تلك الأجهزة؟

تعتمد الفكرة على زراعة خلايا عصبية بشرية في بيئة معملية، ثم توصيلها بمصفوفات دقيقة من الأقطاب الكهربائية، تسمح بإرسال واستقبال الإشارات العصبية.ولا تعد تلك التقنية جديدة تمامًا، إذ استخدمها علماء الأعصاب منذ عقود لدراسة نشاط الخلايا، لكن الجديد هو توظيفها كعنصر حوسبة فعلي بدلًا من مجرد أداة بحثية.

-نقطة التحول

وأشار التقرير إلى أن القفزة الحقيقية حدثت بعد نجاح العلماء في عام 2013 في إنتاج ما يُعرف بـ”الأورغانويدات الدماغية”، وهي هياكل ثلاثية الأبعاد تنمو من الخلايا الجذعية وتُشبه الدماغ البشري في بنيتها الأساسية.وتُستخدم تلك “الأورغانويدات” حاليًا في أبحاث طبية عديدة، لكن بعض الباحثين بدأوا في استكشاف قدرتها على معالجة المعلومات والتعلّم داخل أنظمة حوسبة هجينة.

سبب تزايد الاهتمام بتلك التكنولوجيا

أشار تقرير “ScienceAlert” إلى أن الاهتمام المتصاعد بالحوسبة البيولوجية يعود إلى عدة عوامل، أبرزها “التدفق الكبير للاستثمارات نحو أي تقنية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، التطور السريع في تقنيات زراعة الأنسجة البشرية، التقدم المتسارع في واجهات الدماغ والحاسوب، التي تقلص المسافة بين الإنسان والآلة”.

جدل أخلاقي

لكن هناك تحذير من أن التطور العلمي في هذا المجال يتقدم بسرعة تفوق الأطر الأخلاقية الحالية، وأشار باحثون إلى أن القواعد المعمول بها اليوم وُضعت أساسًا لاستخدام أنسجة الدماغ في الأبحاث الطبية، وليس كجزء من أنظمة حوسبة، ما يستدعي تحديثًا عاجلًا للتشريعات والضوابط الأخلاقية.فيما لفت العلماء – بحسب التقرير – إلى أن تلك أن الأنسجة لا تمتلك وعيًا ولا قدرة على الشعور، وأن الحديث عن إدراك أو ذكاء حقيقي ما زال سابقًا لأوانه.

img
img
img
 

الاتجاه المستقبلي

وبين تقرير “ScienceAlert” أن شركات ومراكز بحثية في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا بدأت بالفعل في تطوير منصات حوسبة بيولوجية تجريبية، بعضها يتيح الوصول إلى هذه الأنظمة عن بُعد، بينما يستعد بعضها الآخر لطرح نماذج أولية لأجهزة مكتبية تعتمد على الخلايا العصبية.وبحسب التقرير، سيظهر خلال السنوات المقبلة ما إذا كانت تلك التكنولوجيا ستصبح ثورة حقيقية في عالم الحوسبة، أم ستظل تجربة علمية محدودة الاستخدام.

زيارة مصدر الخبر