اليوم السابع, مقالات 26 ديسمبر، 2025

تشهد القارة الأوروبية خلال الأيام الأخيرة واحدة من أكثر موجات الطقس الشتوى قسوة هذا العام، حيث غطّت الثلوج مساحات واسعة من شمال ووسط وجنوب أوروبا، محولة مدن كبرى إلى مشاهد بيضاء ساحرة، لكنها في الوقت نفسه تسببت في شلل مروري، وتعطّل الرحلات، ورفع حالة الطوارئ في عدد من الدول.

 

شمال أوروبا.. 10 درجات تحت الصفر

في شمال أوروبا، سجّلت دول اسكندنافيا، وعلى رأسها السويد والنرويج وفنلندا، تساقطات ثلجية كثيفة مصحوبة بانخفاض حاد في درجات الحرارة وصل في بعض المناطق إلى ما دون عشر درجات تحت الصفر. السلطات هناك حذرت المواطنين من السفر غير الضروري، وأغلقت بعض الطرق الريفية بسبب تراكم الجليد وضعف الرؤية.

 

أوروبا تحت عباءة الجليد.. موجات ثلوج كثيفة تضرب القارة من الشمال إلى الجنوب.. تعطل حركة النقل والرحلات وإغلاق الطرق الرئيسية.. تحذيرات الطوارئ وسط مخاوف من شتاء هو الأقسى منذ سنوات.. والسلطات تحذر المواطنين

الثلوج تغطى اوروبا

 

وسط أوروبا ..الغاء المزيد من الرحلات الجوية

أما في وسط أوروبا، فقد امتدت الموجة الباردة لتضرب ألمانيا، النمسا، سويسرا، والتشيك، حيث غطّت الثلوج المدن والطرق السريعة، وتسببت في تأخير حركة القطارات وإلغاء عشرات الرحلات الجوية. في ألمانيا، أعلنت بعض الولايات رفع مستوى التحذير، خصوصًا مع توقعات بتجمد الطرق خلال الليل، ما يزيد من خطر الحوادث.

 

img

اوروبا

فرنسا لم تكن بمنأى عن هذه الموجة، إذ شهدت المناطق الشرقية والوسطى تساقطًا كثيفًا للثلوج، بينما تعرضت مناطق أخرى لأمطار متجمدة أدت إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل. السلطات الفرنسية دفعت بفرق الطوارئ لإزالة الثلوج وتأمين الطرق، خاصة مع تزايد حركة السفر خلال موسم الأعياد.

 

جنوب أوروبا.. الثلوج تغطى المدن

وفي جنوب أوروبا، حيث يُعد تساقط الثلوج أقل شيوعًا، فاجأت العاصفة الشتوية دولًا مثل إيطاليا وإسبانيا. فقد غطّت الثلوج مناطق جبلية وأطراف مدن كبرى، وأغلقت بعض الممرات الجبلية في شمال إيطاليا، بينما شهدت إسبانيا انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة وتساقطًا نادرًا للثلوج في مناطق داخلية.

 

img

اسبانيا مغطاة بالثلوج

 

بريطانيا بدورها دخلت دائرة الطقس القاسي، مع تحذيرات رسمية من موجة برد شديدة، وتساقط الثلوج في اسكتلندا وشمال إنجلترا. هذه الظروف دفعت السلطات الصحية إلى إصدار تنبيهات، خاصة لكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، وسط مخاوف من تأثيرات صحية خطيرة.

 

تحذيرات الخبراء

الخبراء في شؤون المناخ يشيرون إلى أن هذه الموجة ليست حدثًا معزولًا، بل جزء من نمط مناخي متقلب تشهده أوروبا في السنوات الأخيرة، حيث تتناوب فترات الدفء غير المعتاد مع موجات برد قاسية. ويربط بعضهم هذه الظواهر بتغيرات مناخية عالمية تؤدي إلى اضطراب التيارات الهوائية القطبية.

 

img

المانيا

 

مخاوف اقتصادية

اقتصاديًا، أثرت الثلوج على قطاعات حيوية، أبرزها النقل والسياحة. ففي حين رحّب أصحاب منتجعات التزلج بزيادة سماكة الثلوج، عانت حركة التجارة وسلاسل الإمداد من التأخير، خاصة في المناطق الصناعية بوسط القارة.

 

img

الثلوج تغطى شوارع باريس

 

وفي ظل استمرار التوقعات بتجدد تساقط الثلوج خلال الأيام المقبلة، دعت السلطات الأوروبية المواطنين إلى توخي الحذر، والالتزام بالإرشادات، والاستعداد لمزيد من الاضطرابات. وبين جمال المشهد الأبيض وخطورته، تجد أوروبا نفسها مجددًا في مواجهة شتاء يختبر جاهزيتها وقدرتها على التعامل مع طقس أكثر تطرفًا من أي وقت مضى.

زيارة مصدر الخبر