توقعت نيجيريا، أمس الجمعة، تنفيذ مزيد من الضربات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية، عقب الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية في شمال البلاد يوم عيد الميلاد. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن تنفيذ ضربات جوية وصفها بـ«الفتاكة» ضد تنظيم «داعش» في شمال غربي نيجيريا، مؤكدًا أن بلاده ستواصل الهجمات إذا لم يتوقف التنظيم عن استهداف المسيحيين في المنطقة.وقال ترامب، في منشور عبر منصته «تروث سوشيال»، إن وزارة الدفاع الأمريكية نفذت عدة هجمات دقيقة يوم عيد الميلاد استهدفت مواقع تابعة لتنظيم «داعش». من جانبها، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) أن الضربات نُفذت بالتنسيق الكامل مع السلطات النيجيرية، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.وأشاد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، عبر منصة «إكس»، بجاهزية وزارة الدفاع للتحرك في نيجيريا، معربًا عن تقديره للتعاون والدعم الذي قدمته الحكومة النيجيرية. كما نشرت وزارة الدفاع الأمريكية مقطع فيديو يوثق إطلاق صاروخ تزامنًا مع إعلان ترامب تنفيذ الضربة.وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية النيجيرية أن أبوجا وواشنطن أطلقتا عملية عسكرية مشتركة تهدف إلى «تطهير منطقة الشمال الغربي من الجماعات الإرهابية». وأوضحت الوزارة أن نيجيريا تواصل تعاونها الأمني المنظم مع شركاء دوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، لمواجهة تهديدات الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أن هذا التعاون أسفر عن تنفيذ غارات جوية دقيقة على أهداف إرهابية في شمال غربي البلاد، بحسب ما نقلته صحيفة «ذا نيشن» النيجيرية.وفي تصريحات لاحقة لقناة «تشانلز تي في» المحلية، قال وزير الخارجية النيجيري يوسف توجار إن العملية العسكرية ما زالت مستمرة، مؤكدًا أن بلاده تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وأضاف أن نيجيريا هي من زودت الجانب الأمريكي بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لتنفيذ الضربات.وأوضح توجار أنه أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، أحدهما استمر 19 دقيقة قبل تنفيذ الهجوم، وآخر لمدة خمس دقائق قبيل بدء الضربات.من جهته، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة نفذت الغارات الجوية بالتعاون مع نيجيريا وبموافقة حكومتها.وتُعد هذه الضربات أول تدخل جوي أمريكي من نوعه في نيجيريا خلال ولاية ترامب، وتأتي بعد انتقاداته للأوضاع الأمنية في البلاد خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، حيث اعتبر أن المسيحيين في نيجيريا يواجهون ما وصفه بـ«تهديد وجودي» قد يرقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية».وفي سياق متصل، كشفت بيانات تتبع الرحلات الجوية وتصريحات لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن الولايات المتحدة بدأت منذ أواخر نوفمبر الماضي تنفيذ طلعات جوية لجمع معلومات استخباراتية فوق مناطق واسعة من نيجيريا، تمهيدًا للعمليات العسكرية الأخيرة.

زيارة مصدر الخبر