يواجه الأمير ويليام موجة غضب متصاعدة من سكان منطقة وندسور عقب فرض طوق أمني مشدد حول مقر إقامته الجديد، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بشأن التوازن بين متطلبات الأمن وحقوق السكان المحليين في استخدام المساحات العامة، وفقًا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
منطقة أمنية ملكية تثير الغضب
وبحسب التفاصيل، تم إنشاء منطقة أمنية مغلقة تمتد لنحو 6 أميال حول مقر الإقامة المعروف باسم فورست لودج، حيث يقيم أمير وأميرة ويلز مع أطفالهما. وشملت الإجراءات إقامة أسوار مزودة بكاميرات مراقبة مكثفة ولافتات تحظر الدخول، ما أدى فعليًا إلى عزل مساحات واسعة من متنزه وندسور الكبير عن العامة.وأعرب عدد من سكان المنطقة عن استيائهم الشديد من هذه التدابير، مؤكدين أنهم فوجئوا بفرضها دون تشاور مسبق، وأنها أثرت بشكل مباشر على نمط حياتهم اليومي. وقال بعضهم إنهم يشعرون بحزن عميق بسبب القيود التي طالت محيط القصر الجورجي المصنف من الدرجة الثانية، والذي يبلغ عمره أكثر من ثلاثة قرون.وكان الأمير ويليام وزوجته قد انتقلا إلى العقار التاريخي المؤلف من ثماني غرف نوم، برفقة أبنائهما جورج وشارلوت ولويس، خلال عطلة منتصف الفصل الدراسي الأخيرة، ويخططان لجعله مقر إقامتهما الدائم حتى بعد اعتلائهما العرش مستقبلًا.غير أن الطوق الأمني لم يقتصر تأثيره على إغلاق أجزاء من المتنزه، بل أدى أيضًا إلى عرقلة الوصول إلى مساحات اعتاد السكان استخدامها منذ سنوات طويلة.

حفرة قمامة تشعل الخلاف بين الملك تشارلز والأمير ويليام
وأشار أحد ممارسي رياضة المشي مع الكلاب إلى أن الحديث عن بوابات بديلة لا يعكس الواقع، لعدم توافر أماكن لركن السيارات بالقرب منها، مؤكدًا أن سكان المنطقة عاشوا هناك لعقود وكانوا يتمتعون بحرية الحركة داخل المتنزه.ووصف سكان آخرون الإجراءات بأنها مبالغ فيها، معربين عن قناعتهم بأن القرار نهائي ولا مجال للتراجع عنه، رغم إدراكهم لحق العائلة المالكة في الخصوصية. كما أبدى بعضهم استياءه من غياب أي مبادرة تواصل أو اعتذار، معتبرين أن لفتة بسيطة كانت كفيلة بتهدئة الغضب المتصاعد.وتشير المعلومات إلى أن سكان المنازل الواقعة ضمن نطاق ميل واحد من المتنزه كانوا يدفعون رسومًا سنوية تتيح لهم الوصول إلى مناطق مغلقة أمام الزوار الآخرين، إلا أن الطوق الأمني الجديد أفقد هذه الامتيازات قيمتها بالكامل.ويضم مقر الإقامة الجديد قاعة رقص وملعب تنس، إلى جانب غرف تتميز بتفاصيل معمارية فاخرة مثل الزخارف الجصية والنوافذ الفينيسية والمدافئ الرخامية والأسقف المقببة. وكان الأمير ويليام وعائلته يقيمون سابقًا في منزل آخر قريب من القلعة، لم يتطلب ترتيبات أمنية إضافية مماثلة.وامتدت الشكاوى لتشمل فرسان الخيول الذين تضررت مسارات تدريبهم، إضافة إلى إغلاق دائم لأحد الطرق المحلية التي كانت تمر عبر المنتزه، ما أجبر السكان على قطع مسافات أطول في تنقلاتهم اليومية.وتاريخيًا، كان منتزه وندسور الكبير مخصصًا للصيد الملكي منذ تأسيسه في العصور الوسطى، قبل أن تنتقل إدارته إلى البرلمان في القرن الثامن عشر، ولا يزال المنتزه يخضع لإدارة أملاك التاج، التي تمنح تصاريح الدخول للأنشطة المختلفة.وفي تطور قانوني لافت، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية خلال الخريف تحويل المنطقة المحيطة بمقر الإقامة إلى منطقة محظورة، ما جعل التعدي عليها جريمة جنائية بدلًا من مخالفة مدنية، ومنح الشرطة صلاحيات توقيف حتى دون ارتكاب جرائم أخرى.