يعتبر صوم الميلاد المجيد صوما من الدرجة الثانية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تبدأ يوم 25 نوفمبر 2024، وتستمر لمدة 43 يومًا على أن ينتهى ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، بينما تبدأ الكنيسة الكاثوليكية صوم الميلاد فى العاشر من ديسمبر ويستمر لمدة 15 يومًا.
وتعود مدة الصوم 43 يومًا بحسب الاعتقاد المسيحى، إلى الأربعين يومًا التى صامها موسى النبى كى يتسلم الشريعة، أضيف إليها ثلاثة أيام التى صامها الأنبا ابرآم بن زرعه السريانى (975-978) البطريرك 62 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والشعب القبطى معه قبل معجزة نقل جبل المقطم، فصار صوم الميلاد فى الكنيسة القبطية 43 يومًا.
وتصلى الكنيسة في فترة صوم الميلاد وتدعو بالقداسات المختلفة لرئيس الجمهورية وقداسة البابا وأسقف المدينة والوزراء والجنود، والذين هم فى مسئولية ومن أجل سلام العالم وأهوية السماء وثمار الأرض والعشب والزروع والعشب ومن أجل صعود مياه الأنهار.
وأوضح الأب دوماديوس، كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن عشية عيد الميلاد والتسبحة والقداس الإلهى الذى تتخلله عظة عن عظمة الميلاد يوم 6 يناير حتى بعد 12 منتصف الليل، حيث يستقبل المصلون يوما جديدا وهو عيد الميلاد.
الأكلات المسموح بها
ويعتبر “صوم الميلاد” من الدرجة الثانية، خلال فترة صوم الميلاد تسمح الكنيسة بتناول السمك، على خلاف الصوم الكبير الذى ينتهى بعيد القيامة، تمنع فيه الكنيسة تناول الأسماك تمامًا، لأنه يعد صومًا من أصوام الدرجة الأولى، وسمحت الكنيسة بأكل السمك فى بعض الأصوام للتخفيف عن الأقباط بسبب كثرة أيام الصوم واحتياج البعض للبروتين الحيوانى.
ويتناول الأقباط فيه الأطعمة النباتية، ويمتنعون تمامًا عن أكل اللحوم، ويُسمح فيه بأكل السمك كل أيام الأسبوع ما عدا يومى الأربعاء والجمعة، وأيضًا البرمون؛ وهو الذى يسبق عيد الميلاد مباشرة.
صوم الروم الأرثوذكس
وتعتبر كنيسة الروم الأرثوذكس من الكنائس التي تتبع التقويم الجريجورى، حيث يبلغ مدة الصوم بها أربعون يوماً، بداية من الخامس عشر من شهر نوفمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، ويكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فيها فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
أول بطريرك فرض صوم الميلاد في الكنيسة
ويعتبر أول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية فى الشرق هو البابا خريستوذولس البطريرك الـ66 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077)، فى قوانينه التى حدد بها الأصوام المفروضة، حيث قال: “كذلك صوم الميلاد المقدس من عيد مار مينا في خمسة عشر يوما من هاتور إلى تسعة وعشرين يومامن كيهك، وإن وافق عيد الميلاد الشريف يوم الأربعاء أو يوم الجمعة، فيفطروا فيه ولا يصوموا بالجملة، وكذلك عيد الغطاس المقدس فى الحادى عشر من طوبة،وإن اتفق يوم أربعاء أو يوم جمعة فيفطروا فيه أيضا ولا يصوموا، وإن وافق العاشر من طوبة الذى فيه صوم الغطاس أن يكون يوم سبت أو يوم أحد فلا يصامبالجملة بل يصوموا الجمعة الذي قبل ذلك عوض ليلة الغطاس”.
ويذكر ابن العسال – من أشهر المؤرخين الأقباط في القرن الثالث عشر- عن صوم الميلاد قائلا فى كتبه: “ومنها ما هو دون ذلك وأُجري مجرى الأربعاءوالجمعة، وهو الصوم المتقدم للميلاد، وأوله أول النصف الثاني من هاتور وفصحه يوم الميلاد”، فيما يشير ابن كبر من أشهر المؤرخين والفلاسفة الأقباط فيالقرن الثالث عشر إلى صوم الميلاد بقوله :”وكذلك صوم الميلاد الذي أوله 16من هاتور وقيل الحادي والعشرين لتمام أربعين يوما”.
أما يوحنا ابن أبي زكريا ابن السباع هو أحد أشهر المؤرخين الأقباط في القرن الثالث عشر، في كتابه “الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة” يعلل سبب الصيامبقوله: “صوم الميلاد المجيد سببه هو أن السيدة الطاهرة أم النور مريم البتول كانت في الشهر السابع ونصف من حملها الطاهر بالبشارة المملؤة خلاصا للعالم، قد كثرت تعييراتها من يوسف النجار وغيره بكونها كانت تدعي البكورية وقد وجدت حبلى ، فكانت تتفكر دائما في التعيير ، ولذا صامت شهرأ ونصفأ باكية حزينة على ما تسمعه من التعيير لأنها أيضا لم تعلم ما ستلده، فنحن بما أنه ليس لنا في مذهبنا واعتقادنا وكنيستنا سوى هذه الأصول وهذه الأعمدة الثلاثةالتي هي السيد له المجد والسيدة الطاهرة مريم والآباء الرسل. فصام السيد فقد صمنا امتثالا لتعاليمه لنا صامت السيدة شهر ونصف (في كيهك) صمنا مثلها”.