يستمر القرآن الكريم فى إثارة العقول حتى قيام الساعة، ومن بين المفاهيم التي تناولها الكتاب العزيز مفهوم “القرين”، وقد ورد ذكر القرين في عدة آيات قرآنية، تحمل في طياتها دلالات عميقة حول هذه العلاقة الخفية والملازمة للإنسان.
وفى حلقة جديدة يقدمها تليفزيون اليوم السابع، اعداد وتقديم محمد فتحى عبد الغفار، نسلط الضوء على مخلوق من مخلوقات الله عز وجل وهو “القرين” وكذلك نجاوب على أسئلة غير تقليديه وهى هل يموت القرين بموت الانسان وماذا يفعل القرين منذ ولادة الانسان الموكل به ؟ وما الذى يحدث للذى يتواصل مع قرينه؟.
توضح الآيات الكريمة أن لكل إنسان قرينًا يلازمه في حياته الدنيا، وهذا القرين قد يكون له تأثير كبير على أفكاره وأفعاله، ففي سورة ق (الآية 27) يأتي وصف لحوار سيحدث في يوم القيامة بين الإنسان وقرينه، “قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ”، هذه الآية تشير إلى أن القرين سيكون حاضرًا وشاهدًا على أفعال الإنسان، بل وقد يحاول التنصل من مسؤوليته عن ضلال صاحبه.
وفي سياق آخر، تربط آيات أخرى نوع القرين بأفعال الإنسان واختياراته. ففي سورة الزخرف (الآية 36) يقول الله تعالى: :”وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ” هنا، يتبين أن من يبتعد عن ذكر الله ويتجاهل هدايته، فإن الله سبحانه وتعالى يُقيض له شيطانًا يكون قرينًا له، أي رفيقًا ملازمًا يوسوس له ويزين له الشر.
بالمقابل، يفهم من سياقات أخرى أن المؤمن الذي يلتزم بتقوى الله وذكره قد يكون له قرين من الملائكة يلهمه الخير ويثبته على الحق، وإن لم يرد نص صريح بذلك بنفس وضوح ذكر القرين من الشياطين، إلا أن السياق العام للقرآن يشير إلى وجود قوى خير وقوى شر تسعى للتأثير على الإنسان.