اليوم السابع, ثقافة 27 يونيو، 2025

في عيون المستشرقين، بدت القاهرة كأنها مدينة تحكى بنفسها، لا تحتاج إلى راو ولا مترجم، يكفى أن تتأملها حتى تنطق لك بأسرارها، ومن بين هؤلاء، كان الفنان النمساوي تشارلز فيلدا (1854–1907)، أحد أبرز من رسموا الحياة اليومية في المحروسة، وترك خلفه إرثًا بصريًا حافلًا بالتفاصيل الدقيقة التي لا تخطئها العين.

لوحات عالمية.. القاهرة المحروسة في لوحات شارلز فيلدا

لوحة للمستشرق فيلدا

لم يكن فيلدا زائرًا عابرًا، بل كان مغرمًا بالحياة الشعبية القاهرية، وخصوصًا بأسواقها التي رسمها كأنها لوحات نابضة بالحياة، مليئة بالحركة والازدحام، بائعون يعرضون بضاعتهم، مشترون يتجولون بأعين مترقبة، أطفال يركضون، وحرفيون ينسجون يومهم بتؤدة. في هذه الأسواق، لم يرَ فيلدا مجرد أماكن للبيع والشراء، بل مساحات إنسانية عامرة بالقصص والانفعالات.

img

لوحة للمقهى

ومثلما أولى الأسواق اهتمامًا، التفت أيضًا إلى المهن التقليدية والحرف الشعبية، فرسم “السقا” وهو يحمل القربة على كتفه، و”القرداتي” في ساحة يتجمهر حوله الأطفال، و”قارئ الطالع” وهو يحدق في كف امرأة تنتظر مصيرها بحذر. هذه المشاهد لم تكن بالنسبة له فلكلورًا عابرًا، بل كانت تمثل جوهر الحياة اليومية، ومرايا حقيقية للوجدان الشعبي.

img

نساء مصريات

وربما ما يميز أعماله حقًا، هو تلك الحميمية الصادقة التي تسكن المشهد، كأنه كان يرسم بعين طفلٍ اندهش أول مرة من جمال المكان، أو بعين مصريٍ عشق بلاده كما هي، لا كما تُرسم في الدعاية. فلوحاته اليوم ليست فقط تأريخًا بصريًا لزمن مضى، بل وثائق شعورية تحفظ كيف كان البشر يعيشون، يتحركون، ويحلمون في قلب المحروسة.

img

سوق شعبى

img

الشارع

img

إحدى اللوحات

 

 

 

زيارة مصدر الخبر