ثقافة, جريدة الدستور 27 يونيو، 2025

كانت بيرل باك أول سيدة أمريكية تحصل على جائزة نوبل عام 1938، ولم يكن أحد يصدق أنها ستفوز بجائزة مثل جائزة نوبل، وفي تقرير نشرته مجلة الثقافة جاء فيه.

“بيرل باك”.. تفاصيل أكثر عن أول سيدة أمريكية تفوز بنوبل

لا يهتمون بالمواضيع التي نكتب عنها.. كيف واجهت بيرل باك الفشل في نشر أعمالها؟

بيرل باك

“لقد أنهت بيرل باك دراستها أخيرا، وبعد أن درست علم النفس مدة سنة واحدة في إحدى كليات أمريكا عادت إلى الصين مرة ثانية، ومن جديد أحست بأنها غريبة لقد تزوجت رفيقاتها وكان والدها يرغب في أن يزوجها هي أيضا فاختار لها زوجا صينيا، غير أن أمها مانعت في هذا الزواج. كانت بيرل أثناء ذلك تود الكتابة، لكنها كانت تحس أنها ليست أهلا لذلك، وقد كتبت فيما بعد قائلة: “كنت أعرف في أعماق نفسي أنني سأصبح كاتبة، لكنني لم أكن أهلًا لذلك. إنني أو من بأن الكاتب لا يجب أن يعالج الرواية قبل أن يبلغ الثلاثين، وتعركه الحياة بتجاربها”.

جائزة نوبل

ومرت عليها ثلاث سنوات في الصين وفجأة لاح في أفق حياتها “جون لوسينع باك” الذي أرسلته الإرسالية لتعليم الزراعة، والتقى الشابان وتحابا وتزوجا عام ۱۹۱۷ ثم انتقلا إلى الشمال حيث عملا بين الفلاحين والمزارعين. وقد جرت حوادث روايتها الأرض الطيبة في تلك الأمكنة.عاد الزوجان بعد خمس سنوات إلى “نانكين”، حيث أصبح جون أستاذ الزراعة في جامعتها، وفي نانكين رزقا ابنتهما الوحيدة وفي نفس العام الذي ولدت فيه ابنتها توفيت أم بيرل، حينها أحست بيرل بالحزن على أمها، فجلست إلى طاولتها وكتبت صورة عن أمها دعتها “المنفية” ليتعرف أولادها على جدتهم وحياتها وشخصيتها بعد أن حرموا من رؤيتها وما أن أنهت بيرل قصة حياة أمها حتى أحست في نفسها الرغبة في متابعة الكتابة، وكتبت القصص والمقالات التي نشرتها في المجلات الأميركية الشهيرة.كانت “بيرل باك” طوال ذلك الوقت تعطي الدروس في الجامعة، وكانت سعيدة في عملها فيها كسعادتها في الكتابة، لكنها كانت تعيسة في أعماقها، فابنتها تختلف عن غيرها إن عقلها لا ينمو مع جسمها فحملتها إلى أميركا وعرضتها على الاختصاصيين، فنصحها هؤلاء بإدخالها في المدارس المعدة لأمثالها ورفضت بيرل الانفصال عن ابنتها فحملتها وعادت بها إلى الصين، بعد أن تبنت ابنة أخرى لكنها رأت أخيرًا أنه من الأفضل إعادتها إلى أميركا لإدخالها إحدى المؤسسات الخاصة بالعناية بأمثال هؤلاء الأطفال، كي تتفرغ أكثر للكتابة.

رواية الأرض الطيبة

حين علمت أن الناشر جون داي قد قبل نشر روايتها ريح الشرق وريح الغرب” بدأت بكتابة روايتها الأرض الطيبة، واتخذت لنفسها برنامجًا يوميًا تكتب فيه أربع أو خمس ساعات صباح كل يوم، ولما انتهت من روايتها الثانية أرسلتها إلى الناشر، وهكذا أصبحت خلال عام واحد من الاديبات الشهيرات في العالم. وبينما كان النقاد يتحدثون عن روايتيها بإعجاب والقراء يتهافتون على قراءتهما، وتعيد دور النشر طباعتهما مرة تلو الأخرى كانت هى عاكفة فى مدينة نانكين على كتابة روايتها الثالثة، كانت في الصباح تلقي الدروس في الجامعة، وبعد الظهر تقوم بترجمة قصة عن الصينية عنوانها “كل الرجال إخوة” نشرتها عام ١٩٣٣.كانت تكتب الساعات الطويلة وبسرعة فائقة، وقبل أن تصل روايتها “الأرض الطيبة” إلى الناشر بدأت بكتابة روايتها الرابعة وكانت تقول: “إنني من الناس الذين لا يشعرون بالسعادة إلا وهم يكتبون القصص جيدة كانت أم رديئة.. إنني بكل أسف من الذين لا يعرفون كيف يعيشون إذا لم يكتبوا”.

زيارة مصدر الخبر