“أبو حلاوة يا تين”.. التين الشوكي.. فاكهة يعشقها الصغير قبل الكبير، لاحتوائها على العديد من الفوائد للجسم، فعلى الرغم من أشواكه إلا أنه من الفواكه الغنية بمجموعة من العناصر الغذائية المهمة وله عشاقه، وتتميز ثماره بقشرة سميكة يميل لونها بين الأصفر والأخضر، وتحيط بها أشواك حادة لا تكاد ترى بالعين بداخلها، فهو ثمرة حلوة المذاق غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وتنتشر زراعة التين الشوكى فى عدة مناطق منها الجبل الأصفر بمدينة الخانكة وأبو زعبل والدير وميت كنانة فى محافظة القليوبية.
حرص “اليوم السابع”، على إجراء معايشة من العمال خلال فترة الحصاد التى تبدأ من الخامسة صباحا وحتى أول ظهور للشمس ليتوقف بعدها العمل مباشرة، حيث بدأ منذ أيام ويستمر على مدار شهرين متتابعين، حيث تم رصد المتاعب التى تواجه العمالة اليومية خلال فترة الحصاد من الأشواك التى تحيط بالثمرة، إلى جانب كيفية إتمام عملية البيع للتجار ومنها إلى البائعين المتجولين بشوارع المدن والقرى، والتعرف على عمر شجرة التين الشوكي، وفوائده.
في البداية قال الحاج محمد الكردى صاحب أحد المزارع بقرية الدير بطوخ، إن شجرة التين الشوكى تتميز عن غيرها من أشجار الفاكهة بأنها شجرة معمرة يمتد عمرها لأكثر من 40 عاما، كما أنه يفضل زراعتها فى الفترة من شهر سبتمبر وحتى ديسمبر من كل عام، موضحا أن شجرة التين الشوكى تبدأ فى التبشير بالإنتاج بعد زراعتها بعامين وتبدأ زيادة الانتاج فى عامها الثالث.
وأوضح “الكردى” لـ “اليوم السابع”، أن عملية حصاد التين الشوكى تبدأ 15 يونيو من كل عام وتستمر 60 يوما فى العام حتى منتصف أغسطس، موضحا أن عمالة الحصاد تبدأ يومها من بعد أداء صلاة الفجر وينتهى عند بذوغ أول ضوء للنهار، حيث يبدأون فى ارتداء الملابس الخاصة بعملية الحصاد، حيث أن عملية الحصاد لها ملابس معينة لتفادى الشوك الذى يشتهر به التين الشوكي، موضحا “لبس بصراحة كله مشقة وتعب”، وفى أول ضوء يبدأ العمل بالحصاد”.
وتابع، أن التجار يأتون إلى المزرعة بصفة يومية للحصول على الكميات التى يحتاجون إليها فى الصباح الباكر مع أول ضوء، حيث أن العمالة تتوقف تماما عن العمل فى وقت أقصى تقدير له الثامنة صباحا، وذلك نظرا لأن ضوء الشمس نفسه يمنح الشوك المحيط بالثمرة قوة لا تمكن العامل من الحصاد، ويقوم التاجر بالتوزيع سواء داخل المحافظة أو المحافظات المجاورة حسب عمله على الباعة المتجولون بعربات اليد “السريحة”.
وأوضح “الحاج محمد الكردي”، أن التين الشوكى لا يحتاج سوى 6 ريات فى العام الواحد، تبدأ أول عملية رى له فى شهر ديسمبر مصحوبة بكمية من الملح “الأسمدة” بكمية تتراوح من “2 : 4” شكائر للفدان، والرية الثانية فى شهر فبراير، والثالثة فى شهر أبريل، والرابعة فى مايو والخامسة فى بداية شهر يونيو والسادسة قبل بدء الحصاد، موضحا أن التين الشوكى طبيعى 100% ولا يستخدم به أنواع للمبيدات والأسمدة.
وأشار، إلى أن التين الشوكى بمنطقة الدير وميت كنانة عن باقى المناطق التى يزرع بها التين بأنه يحتوى على نسبة سكريات عالية، حيث أنه لا يحتوى على أى نسبة ملوحة، كما أن قشرة الثمار فى المنطقة رفيعة تختلف عن الثمار فى المناطق المجاورة ذات القشرة السميكة، موضحا أن العمالة تبدأ يومها عقب صلاة الفجر مباشرة حتى الثامنة يوميا.
واستطرد، أنه يعمل بمهنة زراعة التين الشوكى منذ 25 عاما، بالوراثة عن والده الذى ظل يعمل بها طوال 40 عاما حتى وفاته، وكذلك يعمل بالمهنة أشقاءه، مشيرا إلى أن للتين فوائد كثيرة منها تقليل نسبة الكوليسترول فى الدم، كما أنه لا يؤثر بالسلب على فيتامين C و D، كما أن هناك العديد من الأبحاث العلمية التى أكدت أن التين الشوكى يساهم فى علاج قرحة المعدة، وتقليل الالتهابات بالمعدة والغازات.
واختتم، أن شجرة التين الشوكى ليست كباقى أشجار الفواكه المختلفة، فهي شجرة معمرة تجدد نفسها بنفسها، حيث تتجدد الألواح بها سنويا وتظهر ألواح جديدة للأعوام المقبلة، مشيرا إلى أن أعمار أشجار التين الشوكى تتخطى الـ 35 أو الـ 40 عاما، كما أن زراعة التين الشوكى غير مكلفة كباقى الزراعات.
ومن ناحيته قال عزت جاد أحد العامين بعملية الحصاد للتين الشوكي، إنه يعمل بمهنة حصاد ثمار التين منذ ما يقرب من 35 عاما حتى الأن، موضحا أنه على الرغم من صعوبة عملية الحصاد وسط كل هذه الكميات من الأشواك إلا أنه أحب المهنة ونشأ عليها، كما أن فترة الحصاد بالقرية تأتى بعد انتهاء حصاد الفراولة حيث أنها فترة ركود، مشيرا إلى أن عملية الحصاد تتطلب ملابس معينة لتفادى لسعات الأشواك والخروج سالما بعد نهاية اليوم.
وأكد “عزت”، أنه عند الضوء بعد صلاة الفجر للمزرعة يبدأ العاملون فى ارتداء الملابس الخاصة بعملية الحصاد والتى يفضل تركها بالمزرعة حتى تتعرض للندي، تصبح الملابس مجلدة لتقف عائقا من اختراق الشوك لها”، موضحا أنه يرتدى بنطالين وكذالك سترتين، و2 جوانتى خلال الحصاد، وفوق كل هذا يرتدى “شيكارة” بلاستيك لتحول بينه وبين الشوك على ثمار التين الشوكي.
وأوضح، أنه بعد الانتهاء من لبس تلك الملابس التى تأخذ وقتا ما يقرب من ربع ساعة فى إرتدائها، لتبدأ بعدها مباشرة عملية الحصاد للكميات المطلوبة من التجار، ثم تحميلها على السيارات، مشيرا إلى أنه ينتهى العمل مع بدء زيادة درجة حرارة الشمس فى الثامنة صباحا لتفادى الأشواك لأن الشمس وأشاعتها تقوى شوكة الثمار وتجعلها تتطاير وهو ما يتسبب فى الإصابة ولذلك يتم الانتهاء قبل هذا الموعد.
ومن ناحيتها قالت إحدي العاملات، إنها تعمل فى عملية حصاد التين الشوكى منذ ما يزيد عن 20 عاما، موضحة أنها تساعد زوجها للإنفاق على أسرتهم البسيطة، مشيرة إلى أنها فى الفترة من الساعة الخامسة صباحا حتى الساعة الثامنة صباحا ويتم حساب الأجرة بعد انتهاء الموسم كله.

الأشواك-تغطي-التين

التين-بالقليوبية

المزارع-الكبيرة-للتين

خلال-الحصاد

خلال-الحصاد-بالمزارع

رفع-التين-الشوكي-من-المزرعة

فرحة-الحصاد_1

فرحة-حصاد-التين

لوح-التين

مزارع-التين_3

نقل-التين_1

نقل-التين-للسيارات

نقل-التين-للمحافظات

نقل-التين-من-المزرعة

وسط-أشواك-التين