اليوم السابع, مقالات 14 يوليو، 2025

في تطور لافت حذر المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص توم باراك من سيطرة قوى إقليمية على لبنان في حال لم تنجح حكومته في التغلب على إشكالية نزع سلاح حزب الله، بل إعادة لبنان إلى بلاد الشام، الأمر الذى أثار ردود أفعال لبنانية خاصة أنه يأتي في ظل اعتداءات إسرائيلية مستمرة على جنوب لبنان، وخرق واضح لوقف إطلاق النار، فضلا أن هذا التطور يأتي أيضا في ظل الحديث عن قيام عناصر من حزب الله بعرض مسلح بالأسلحة الرشاشة بالقرب من وسط بيروت، الأمر الذى رفضته الدولة اللبنانية وطالبت باتخاذ الإجراءات اللازمة والتحقيق في الواقعة.

لكن هذه التطورات تشير إلى أن هناك مستجدات مهمة وقد تكون خطيرة هي من دفعت حزب الله إلى رفع السقف في هذا التوقيت بعد اتباع استراتيجية الصمت طيلة شهور، واعتقادى، أن ملامح هذه المستجدات هي رسالة المبعوث الأمريكي وضغوطه بشأن تسليم حزب الله سلاحه بالكامل بنهاية العام الجاري كحدّ أقصى، مقابل انسحاب تل أبيب من النقاط الـ 5 التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال مخصّصة لإعمار المناطق التي دمّرتها إسرائيل، تزامنا، مع تغير أيضا في الموقف الإسرائيلى كالعادة حيث رفع سقف تسليم السلاح من كامل الأراضى اللبنانية وليس من جنوب لبنان فحسب، مستثمرا في إضعاف إيران بعد توجيه ضربه لها، وكذلك بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، ومراهنا على دعم الولايات المتحدة في تحقيق طموح تل أبيب ونتنياهو على وجه الخصوص في إعادة رسم الشرق الأوسط وفق المعايير الصهيونية.

وظنى، أن هناك عاملا آخر وهو أن هناك تخوفا إسرائيليا من إطالة مدى التفاوض في لبنان ما يسمح لحزب الله باستعادة أنفاسه وإعادة تموضعه وبناء قدراته التنظيمية من جديد.

لذلك، فإن اعتقادى أن هذه المستجدات والتطورات المتلاحقة، ستخلق مواجهات في أورقة التفاوض أولا ما تزيد من تعقيد المشهد، خاصة أن الخيارات التي أمام حزب الله لا تزيد عن خيارين، إما الاستجابة وتسليم السلاح للدولة اللبنانية، وهذا أمر غير مرجح على الأقل في هذا الفترة لعدم ضمانه الجانب الإسرائيلى ومراوغته الدائمة وانقلاباته على كل الوعود والتعهدات، فضلا عن خروقاته المستمرة بالاعتداء على الضاحية الجنوبية بلبنان، وإما خيار اللعب على الزمن وكسب الوقت، والبناء على المتناقضات والأحداث الداخلية والخارجية المتسارعة في المنطقة.

لذلك، الأمر يتطلب موقفا لبنانيا وعربيا موحدا لحل هذه المُعضلة قبل أن تتحول النقاط الساخنة فى أروقة المفاوضات إلى مواجهة من جديد على الأرض عسكريا خاصة أن لا زالت استراتيجية إيران المتعلقة بحلفائها في المنطقة لم تتضح حتى الآن بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل..

زيارة مصدر الخبر