ثقافة, جريدة الدستور 17 سبتمبر، 2025

في إطار المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” ورؤية مصر 2030، انطلقت تجربة المكتبات المتنقلة كأداة جديدة لتحقيق العدالة الثقافية، والوصول بالكتاب والخدمات المعرفية إلى القرى والنجوع والمناطق النائية التي تفتقر إلى مكتبات عامة ثابتة. 

“مكتبات متنقلة”.. هكذا تحقق مصر العدالة الثقافية في القرى والنجوع
هذه الوحدات، التي جُهّزت داخل عربات أو “ميني باصات”، تضم كتبًا وخدمات مكتبية وأنشطة ثقافية وفنية، تتحرك وفق جداول زيارات منتظمة لتكون أقرب ما يمكن من المواطنين في أماكنهم.وتستعد الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال الفترة المقبلة لافتتاح منفذ جديد لبيع إصداراتها في محافظة الأقصر، وافتتاح مجموعة جديدة من منافذ بيع الكتب بعدد من المحافظات، بالتعاون مع مكتبات مصر العامة، ويأتي ذلك بعد إفتتاح منافذ بيع دائمة للكتاب في مدن دمياط “عزبة البرج ودمياط الجديدة”، وبورسعيد. في السطور التالية نرصد خريطة المكتبات المتنقلة في محافظات مصر؛ وكيف تحقق مصر العدالة الثقافية في القرى والنجوع:
img

19 مكتبة متنقلة في محافظات مصر

بدأ المشروع في مايو 2023 بإطلاق ست مكتبات متنقلة جابت محافظات: قنا، الأقصر، المنيا، البحيرة، الدقهلية، ودمياط. وفي المرحلة الثانية، أضيفت خمس مكتبات جديدة لخدمة المناطق الحدودية: شمال سيناء، مطروح، أسوان، الوادي الجديد، والبحر الأحمر.كما شملت الخطة محافظات أخرى مثل الجيزة (عبر المكتبة الرئيسية) وفرعي مكتبات مصر العامة في الزيتون والزّاوية الحمراء بالقاهرة. ووفقًا للبيانات الرسمية، بلغ عدد المكتبات المتنقلة حتى الآن نحو 19 مكتبة متنقلة، مع توقع زيادة العدد في المراحل المقبلة.لا تقتصر مهمة المكتبات المتنقلة على إتاحة استعارة الكتب، بل تمتد لتشمل تنظيم ورش ثقافية وفنية، وجلسات قراءة وحكي للأطفال، وإقامة فعاليات يوم واحد مثل العروض الفنية الشعبية (السمسمية نموذجًا)، وتوفير جداول زيارات شهرية ثابتة لكل مكتبة متنقلة، لضمان تكرار الحضور وعدم اقتصاره على زيارة عابرة، وتكييف المحتوى والأنشطة حسب خصوصية كل محافظة أو قرية، بما يعزز من مرونتها الثقافية.

img
تحديات تواجه مشروع المكتبات المتنقلةورغم نجاح التجربة في مراحلها الأولى، إلا أن المشروع يواجه عددًا من التحديات، أبرزها:التوزيع الجغرافيح حيث ما زالت بعض المحافظات، خاصة النائية أو ذات التضاريس الصعبة، خارج نطاق الخدمة، وكذلك الميزانية والتجهيز؛ حيث أن تجهيز عربة مكتبة متنقلة يتطلب استثمارات كبيرة في البنية والتجهيزات والكتب والأنشطة، وضمان الاستمرارية وهو ما يمثل التحدي الأكبر يتمثل في جعل المكتبة حاضرة بانتظام، لا مجرد زائر عابر، بما يتطلب صيانة دورية وجدولة دقيقة للأنشطة.

المكتبات المتنقلة تمثل خطوة عملية نحو تحقيق العدالة الثقافية

لم يكمن اقتصار دور المكتبات المتنقلة في كونها تجلب الكتاب إلى المواطن فحسب، بل تخلق تواصلًا حيًا بين الثقافة والمجتمع المحلي؛ وبحسب وزارة الثقافة، فإن المشروع يسعى إلى تكريس المعرفة كحق أساسي، وتعزيز بناء الإنسان المصري باعتباره حجر الزاوية في التنمية المستدامة.

زيارة مصدر الخبر