ثقافة, جريدة الدستور 17 سبتمبر، 2025

في كتابه “الأدب الروسي.. شخصيات وتاريخ وظواهر” الصادر عن دار دون للنشر والتوزيع، يكتب الدكتور محمد نصر الدين الجبالي عن الأدب الأوكراني وكيف نشأ.

أول رواية كانت “إينيديا”.. تعرف على تاريخ الأدب الأوكراني

“تاريخ الأدب الروسى” فى رحاب معرض القاهرة للكتاب 2025..غدًا

الأدب الأوكراني.. شخصيات وتاريخ وظواهر

 يقول الجبالي: “تعود جذور الأدب الأوكراني إلى القرن الثامن عشر مع صدور أول كتاب لأديب أوكراني وهو الضابط إيفان كوتلياروفسكي. وكان الكتاب عبارة عن رواية – محاكاة ساخرة وحمل عنوان «إينيديا». وقد استخدم فيها الكاتب فكرة ومضمون الكتاب الذي يحمل نفس الاسم لشاعر الروماني فيرجيل. ويعد هذا الكتاب الأول باللغة الأوكرانية الحديثة. وقد لقي الكتاب نجاحًا وانتشارًا واسعًا؛ ولذا سارع العديد من الأدباء الأوكران لمحاكاة التجربة”.ويضيف: “وفي نهاية القرن الثامن عشر تم افتتاح أول جامعة أوكرانية بمدينة خاركوف. وبعد عدة سنوات تخرج فيها عدد كبير من الخريجين الذين يتقنون اللغة الأوكرانية الفصحى. وشهد القرن التاسع عشر ظهور الصحف المكتوبة باللغة الأوكرانية وخروج اللغة الأوكرانية من الريف إلى المدن وأصبحت اللغة الثانية رسميًّا بعد الروسية والتي كان سكان المدن يفضلون التحدث بها”.ويواصل: “وشهد الأدب الأوكراني في بدايات القرن العشرين سعيًا مزدوجًا إلى الاحتفاظ بتقاليد الأدب الكلاسيكي في القرن التاسع عشر والبحث في الوقت نفسه عن أشكال جديدة والاستفادة من إنجازات الآداب الغربية الأخرى. حيث شهد هذا الأدب في تلك الفترة شيوع تيارات تقليدية كالرومانسية والواقعية الجديدة وتطور تيارات الرمزية والمستقبلية. وبرز عدد من الكتَّاب الأوكران يميلون إلى استخدام الأسلوب الأوربي الحديث في تصوير حياة الشعب الأوكراني. وقد ارتبط تيار المستقبلية في أوكرانيا باسم الأديب م. سيمينكو الذي اعتبر أحد أهم منظري ومؤسسي هذا التيار في أوكرانيا”.ويكمل: “كما ذاع في تلك الفترة صيت الأدباء الأوكران الذين تعرضوا لاحقًا أثناء الحقبة السوفيتية للتشويه والحظر، ونذكر منهم الأديب فينيتشينكو والشاعر إيتانت وشيفشينكو وغيرهم. واتسمت أعمال هؤلاء بتصوير الواقع الاجتماعي لمختلف طبقات المجتمع الأوكراني سواء في القرية أو المدينة والتعرض لمختلف المشكلات بجرأة وبراعة في التصوير”.يواصل الدكتور محمد نصر الدين الجبالي: “وفي السنوات الأولى للحكم الشيوعي السوفيتي وسيطرة البلاشفة على السلطة في أوكرانيا أدت موجات الهجرة الاضطرارية للمبدعين الأوكران إلى الخارج إلى تشكل مشاعر سلبية تجاه السلطة السوفيتية في الوسط الثقافي الأوكراني. حيث ضمت هذه الموجة أسماء كبيرة مثل فينيتشينكو وشيركاسينكا وشابوفالا ودونتسوفا وغيرهم. وقد تم اتهام هؤلاء بأنهم معادين للثورة وتم تجاهل إبداعاتهم في الداخل. وفي الوقت نفسه كانت الطبقة المثقفة القديمة على خلاف في وجهات النظر مع السلطة الجديدة التي قررت القضاء عليها وتأسيس طبقة جديدة من المثقفين المنتمين إلى طبقة العمال والفلاحين”. 

الأدب الأوكراني

ويتابع: “أصبحت الثقافة في العقد الثاني والثالث من القرن العشرين في أوكرانيا جزءًا من سياسة الحزب الحاكم ويتوجب عليها أن تقوم بما يطلب منها وأن تصبح تحت إشراف ورقابة صارمة من الحزب والسلطة”.ويختتم: “أما التيار المستقبلي في الأدب الأوكراني فقد استمر لسنوات ما بعد الثورة، وتم تأسيس جمعيات أدبية لهذا التيار في مختلف المدن الأوكرانية. وهاجم الأدباء المستقبليون أنصار الأدب الكلاسيكي ودعو إلى التجريب والتحديث وتقليد الغرب في الأدب والفنون. وقد انضم إليهم الكثير من الأدباء الرمزيين في أوكرانيا ومنهم سليسارينكو وياروشينكو وتيريشينكو”.

زيارة مصدر الخبر