اليوم السابع, ثقافة 3 ديسمبر، 2025

في منطقة Lower Pecos Canyonlands بولاية تكساس، ظلت الجداريات الصخرية المدهشة لغزًا محيرًا لعقود طويلة، إذ لم يتمكن الباحثون من تحديد عمرها بدقة بسبب طبيعة الأصباغ المعدنية المستخدمة في الرسم، هذه الجداريات، التي يصل طول بعضها إلى 150 مترًا وارتفاعها إلى 15 مترًا، تمثل واحدة من أقدم الشواهد البصرية على ثقافات ما قبل التاريخ في أمريكا الشمالية، وقد تركها الصيادون وجامعو الثمار الذين سكنوا الكهوف قبل آلاف السنين.

كشف عمر الجداريات الغامضة في كهوف تكساس.. اعرف الحكاية

الجداريات الغامضة فى كهوف تكساس

 

الدراسات العلمية لتحديد تاريخ الجداريات

الاختراق العلمي جاء عبر منهجية مبتكرة جمعت بين التحليل الرمزي والدراسة الطبقية والتأريخ بالكربون المشع، لم يعتمد الباحثون على الأصباغ نفسها، بل لجأوا إلى مادة عضوية هي نخاع عظام الغزلان الذي استخدمه الفنانون القدماء كمادة رابطة للألوان، ما أتاح استخراج الكربون بدقة عالية، هذا الأسلوب سمح بتأريخ الجداريات بشكل غير مسبوق، وأظهر أنها لم تكن نتاج تراكم عبر آلاف السنين، بل أُنجزت في أحداث رسم جماعية متقاربة زمنيًا، وفقا لما نشره موقع” news.artnet”.
النتائج كشفت أن أقدم اللوحات تعود إلى ما بين 5760 و5385 سنة مضت، بينما أحدثها أنجز قبل نحو 1035 إلى 1370 سنة، ورغم هذا الامتداد الزمني، فإن الجداريات اتسمت بانتظام مذهل في الأسلوب والألوان، حيث اتبع الفنانون تسلسلًا ثابتًا يبدأ بالأسود ثم الأحمر فالأصفر وأخيرًا الأبيض، هذا النظام يعكس رمزية كونية مرتبطة بأساطير الخلق لدى الثقافات اللاحقة، ويؤكد وجود نظام رمزي متماسك لدى سكان المنطقة.

 

الدلالات الثقافية

الدلالات الثقافية لهذه الجداريات عميقة، فهي تحمل إشارات إلى الشمس والفجر والنهار، إضافة إلى رموز معمارية مثل الأقواس التي فسّرها حكماء من شعب الهويتشول بأنها تمثل الجبل المقدس وسُلّم الشمس اليومي، هذه الرمزية تدعم فرضية وجود “نواة صلبة” ثقافية مشتركة شكّلت أساس حضارات أمريكا الوسطى، وهو ما يعزز أهمية هذه الجداريات كوثيقة بصرية فريدة تربط بين الماضي البعيد والتطورات الحضارية اللاحقة.

زيارة مصدر الخبر