جاء إطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، في دورتها الأولى بالتزامن مع اختياره شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة ووالخمسين، مفاجأة قوية أثلجت صدور المئات من الكتاب والمثقفين المصريين والعرب.
إطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية لحظة فارقة في الثقافة العربية
وحول ما تمثله الجائزة وخاصة أنها تحمل اسم كبير الروائيين ممن كتبوا باللغة العربية، تحدث الكاتب دكتور محمد البشاري، الأمين العام لمجلس المجتمعات المسلمة، والحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2025، في تصريحات خاصة لـ“الدستور”واستهل “البشاري” حديثه مشيرا إلى أنه يأتي إطلاق «جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية» بوصفه لحظة فارقة تستعيد للثقافة العربية إحدى أهم وظائفها، أن تكون أفقًا مُلهِمًا لا مجرد محفل احتفائي. فهذه الجائزة، وهي تُنسب إلى قامة أدبية استثنائية في التاريخ العربي الحديث، لا تُقدَّم كوسام رمزي، بل كإعلان عن رغبة مؤسسات الثقافة في إعادة الاعتبار لفعل الإبداع، وفي تحرير الرواية من ضجيج الاستسهال ومن ضغط السوق لصالح كتابة تُنصت إلى الإنسان وتفكّك أسئلته وتبتكر صيغته الوجودية.
جائزة نجيب محفوظ للرواية تُعيد إلى السرد العربي مركزه الجمالي
ولفت “البشاري” إلى أن الخطوة في جوهرها ليست إضافة جائزة جديدة إلى المشهد، بل استدعاءٌ لروح نجيب محفوظ نفسها؛ تلك الروح التي شيّدت للغة العربية مدنًا من التأمل وطرقات من الأسئلة وامتدادات من المعنى. ومن ثم، فالجائزة تُعيد إلى السرد العربي مركزه الأخلاقي والجمالي، وتمنح الكُتّاب الشباب تحديدًا إشارة واضحة بأن الرواية العربية ما تزال قادرة على إنتاج الدهشة، وقادرة على توسيع خرائط الوعي، وقادرة على أن تكون جسرًا بين القارئ وذاته، وبين المجتمع وصورته المتحوّلة.
إطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية خطوة جديرة بالاحتفاء
وتكمن أهمية هذه المبادرة في أنها تنقل ثقل التكريم من مجرد الاحتفاء بالماضي إلى صناعة مستقبل أدبي جديد؛ حيث تُصبح الجائزة منصة لتجديد الذائقة وفتح الباب أمام أصوات جديدة تمتلك القدرة على ابتكار أشكال سردية تتسق مع التحولات التي تعيشها المنطقة، دون أن تفقد جذورها أو هويتها، وهي بهذا المعنى تُقدّم نموذجًا لما ينبغي أن تكون عليه المؤسسات الثقافية حين تربط بين الإرث والابتكار، وبين التكريم والمستقبل.واختتم “البشاري” حديثه للدستور مشددا على أن هذه الخطوة ــ إطلاق جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية ــ جديرة بالاحتفاء لأنها تمنح الرواية العربية فضاءً أرحب للحضور، وتُعيد للكاتب ثقته في أن جهده لن يضيع في زحام النصوص، وتضع اسم نجيب محفوظ في موقعه الطبيعي: ليس ذكرى تُستعاد، بل قوة دافعة تُستثمر لبناء جيل جديد من المبدعين.