اعتبر الباحث الكاتب د. عمرو منير، على إدراج منظمة اليونسكو الكشري المصري على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، “انتصار جديد للتراث الحيّ ومشهد يؤكد قوة الهوية المصرية”.
تسجيل “الكشري” باليونسكو خطوة جديدة على طريق صون تراثها الحيّ
وقال “منير” في منشور له عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”: “تتقدّم مصر اليوم خطوة جديدة على طريق صون تراثها الحيّ، بعد إدراج “الكشري المصري” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو لعام 2025. ويأتي هذا الإنجاز تتويجًا لجهود رسمية وعلمية وشعبية، تؤكد جميعها إصرار الدولة المصرية على حماية عناصر هويتها المتوارثة، وتعزيز حضورها على الساحة الثقافية الدولية”.واستكمل: أتقدّم بالتهنئة إلى مصر قيادةً وشعبًا، وإلى وزارة الثقافة التي قادت ملف التسجيل بكفاءة ومهنية، وإلى وزارة الخارجية التي قدّمت دعمًا دبلوماسيًا مؤثرًا داخل لجان اليونسكو، فضلًا عن تقدير مستحق لـ لجنة التراث الثقافي غير المادي على الجهد العلمي والميداني المشرف الذي أثمر هذه النتيجة.وتابع منير: يمثل إدراج الكشري امتدادًا لمسار سجلت فيه مصر خلال السنوات الأخيرة عددًا من عناصرها التراثية، من التحطيب والأراجوز والسمسمية إلى الخط العربي، بما يعكس ثراء الثقافة المصرية وتعدديتها، وحرص الدولة على صون الممارسات الحية التي تشكّل بنية الهوية الثقافية للمجتمع.
الكشري المصري ممارسة اجتماعية مركّبة
وأضاف: وعلى الرغم من أن الكشري يُعرف كأكلة شعبية بسيطة، إلا أنه في جوهره ممارسة اجتماعية مركّبة تعكس تاريخًا طويلًا من التفاعل، وتشاركًا بين البيوت الشعبية ومطاعم المدن، وروحًا جماعية تتجسّد في طبق واحد. وقد تميّز الملف المصري بتأكيده على الدور المحوري للمرأة المصرية في نقل الوصفة عبر الأجيال؛ وحضور الكشري كرمز للمشاركة والتنوّع داخل الذاكرة الشعبية؛ وتعدد طرائق الإعداد بين المحافظات، بما يعكس تنوّع البيئات الاجتماعية المصرية.ولفت إلى أن إدراج هذا العنصر لم يكن خطوة عابرة؛ فقد جاء في إطار أولوية رسمية وشعبية واضحة خلال العام الماضي. إذ نظر المجتمع المصري إلى “الكشري” بوصفه عنصرًا أصيلًا من عناصر الهوية اليومية يستحق الاعتراف الدولي، وكان هذا الدعم الشعبي من أهم القوى الدافعة نحو إنجاح الملف داخل اليونسكو.وأردف: مع تسجيل “الكشري… طبق الحياة اليومية” كـ العنصر الحادي عشر باسم مصر، يتأكد أن التراث الثقافي غير المادي ليس مجرد ممارسات محلية، بل رصيد حضاري تمتلكه الدول القادرة على توثيقه وصونه وتقديمه في سياقه الاجتماعي الأصيل.واختتم “منير”: كما يوجّه هذا الإنجاز رسالة واضحة، مصر تستثمر في تراثها كما تستثمر في حاضرها ومستقبلها. وإن إدراج الكشري ليس احتفالًا بطبق شعبي فحسب، بل هو موقف ثقافي صريح في مواجهة محاولات سرقة التراث، وتزييف الوعي، وإضعاف الإرادة الثقافية. إنه تأكيد على أن مصر تقف بثبات أمام أي محاولة للانتقاص من هويتها أو نسبة عناصر ثقافتها إلى غيرها. وانتصار جديد للذاكرة الشعبية، وشهادة دولية على أن الهوية المصرية — البسيطة في ظاهرها، العميقة في جذورها — قادرة على أن تجد مكانها المستحق في الوعي العالمي.مبروك لمصر، ولكل من أسهم في هذا المنجز الثقافي المهم.