قال رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح إن مشروع ميناء مبارك الكبير يُعد أحد المرتكزات الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية في دولة الكويت، ويعزز دورها في حركة التجارة الإقليمية والدولية، ويستهدف تحقيق التكامل اللوجستي مع دول المنطقة، وتعزيز الربط بين الموانئ والمراكز الإقليمية وسلاسل الإمداد العالمية، بما يسهم في دعم التجارة البينية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي على نحو يخدم المصالح المشتركة ويعزز المكانة الاقتصادية لدول المنطقة ضمن منظومة التجارة العالمية.

جاء ذلك في كلمة رئيس مجلس الوزراء الكويتي، خلال حفل توقيع عقد الهندسة والتوريدات والبناء لمشروع ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان، مع شركة الصين للاتصالات والإنشاءات المحدودة التابعة لوزارة النقل الصينية.

وأضاف رئيس الوزراء الكويتي أن العلاقات الكويتية-الصينية قائمة على رصيد تاريخي راسخ من الثقة السياسية والاحترام المتبادل وتلاقي المصالح المشتركة.

وأشار إلى أن مشروع ميناء مبارك الكبير، على الصعيد الوطني، يشكل ركيزة محورية في دعم مستهدفات رؤية الكويت 2035، ويسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل الوطني، واستحداث فرص عمل نوعية وتنمية القدرات الوطنية في القطاعات اللوجستية والتجارية والخدمية المرتبطة به.

وأوضح أن “الالتزام بتنفيذ هذا المشروع الحيوي يعكس توجه الكويت نحو بناء اقتصاد متنوع، قائم على تعزيز التنافسية وتحفيز الاستثمار، وترسيخ مكانة الكويت كمركز إقليمي فاعل في منظومة التجارة والنقل والخدمات اللوجستية”.

وأكد رئيس الوزراء الكويتي النهج الراسخ الذي تتبناه الدولة “في الانفتاح البناء والتعاون المتوازن مع مختلف دول العالم، إيمانًا بأهمية بناء شراكات اقتصادية واستثمارية تقوم على المصالح الثنائية ومتعددة الأطراف والاحترام المتبادل”.

وتابع: “انطلاقًا من هذا الإرث الثابت، تحرص دولة الكويت على تنويع أطر تعاونها الدولية وتوسيع مجالات الشراكة مع شركائها الإقليميين والدوليين واستكشاف الفرص التنموية، وتفعيل التشاور والتنسيق الوثيق في مختلف المجالات بما ينسجم مع أولوياتها التنموية وتوجهاتها الاقتصادية، ويعكس التزامها بدعم التعاون الدولي القائم على التكامل وتحقيق المصالح المشتركة”.

من جهتها، وصفت وزيرة الأشغال العامة الكويتية الدكتورة نورة محمد المشعان مشروع ميناء مبارك الكبير بأنه يشكل صرحًا اقتصاديًا ومركزًا خدميًا ولوجستيًا يسهم في تطوير البنية التحتية للنقل البحري وتعزيز الطاقة التشغيلية والقدرة الاستيعابية لشبكة الموانئ الكويتية.

فيما أكد القائم بالأعمال بسفارة الصين لدى الكويت ليو شيانغ أن توقيع عقد مشروع ميناء مبارك الكبير يمثل علامة فارقة للتعاون بين الكويت والصين والمشاركة في بناء مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.

ووقع العقد عن الجانب الكويتي وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة محمد المشعان، فيما وقعه عن الجانب الصيني نائب رئيس شركة الصين للاتصالات والإنشاءات المحدودة تشن تشونغ.

وحضر مراسم توقيع العقد رئيس وزراء الكويت الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء شريدة عبدالله المعوشرجي، ورئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز دخيل الدخيل، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الكويتيين.

تجدر الإشارة إلى أن ميناء مبارك الكبير هو مشروع إستراتيجي حيوي يقع في جزيرة بوبيان بشمال الكويت، ويهدف إلى إقامة ممر إقليمي آمن ومركز تجاري في المنطقة، ويسعى الجانب الصيني لربطه بمبادرة “الحزام والطريق”، فيما تتطلع الكويت لمساهمة المشروع بشكل كبير في تنويع وزيادة ناتجها المحلي الإجمالي، واستعادة دورها التجاري والمالي الإقليمي.

زيارة مصدر الخبر