اليوم السابع, صحة 19 يوليو، 2025

 قرح الفراش من أكثر المضاعفات شيوعًا بين المرضى طريحي الفراش أو الذين يعانون من صعوبات الحركة أو المصابين بضعف في العضلات مما يمنعهم من الحركة. هذه القرح لا تظهر فجأة، بل تتكوّن بصمت نتيجة لتراكم عوامل بدنية وبيئية تتفاعل مع الجسد في لحظات ضعف.

أشارت الدكتورة رضوى عراقى أخصائى أمراض الجلدية جامعة شبين الكوم، إلى أن قرح الفراش ليست مجرد مضاعفة ثانوية، بل علامة على حاجة الجسم إلى العناية والحركة والوقاية. تجاهلها قد يؤدي إلى عواقب بالغة، أما التعامل معها بوعي مبكر، فيُعد خطوة أساسية نحو حماية المريض من الألم والمضاعفات الخطيرة.

كيف تنشأ قرح الفراش؟

يبدأ الأمر عند استمرار الجلوس أو الاستلقاء في وضعية واحدة لفترات طويلة، مما يؤدي إلى ضغط متواصل على الجلد والأنسجة أسفل منه، تحديدًا في المناطق العظمية مثل الظهر، الوركين، والكعبين. ومع انعدام التهوية في هذه المناطق، إضافةً إلى الجاذبية التي تبقي كتلة الجسم في نفس النقطة، يقل تدفق الدم إلى الخلايا، فتبدأ الأنسجة بالتلف التدريجي.هذا التلف لا يقتصر على الجلد فقط، بل قد يمتد إلى العضلات والأنسجة العميقة، خصوصًا في الحالات التي لا يُحرّك فيها المريض جسده بانتظام.

العوامل المساعدة في تفاقم الحالة

السمنة المفرطة تُعد عاملًا محفزًا رئيسيًا، إذ تفرض وزنًا إضافيًا يضاعف الضغط على الجسم، كما أن نقص الحركة وعدم القدرة على التنقل وممارسة لنشاطات اليومية،  يعطّل آلية الدفاع الطبيعية للجسم في إعادة توزيع الضغط، فضلا عن ضعف سريان الدم، و ضعف الدورة الدموية، الذي يرافق غالبًا كبار السن أو مرضى السكري والقلب، يسهم في تسريع تطور القرح.بل أن هذه القرح لا تقتصر على كونها جروحًا سطحية، بل قد تتحول إلى عدوى بكتيرية عنيفة، تنتشر بسرعة وتسبب مضاعفات خطيرة.

المضاعفات المحتملة

إذا لم تُعالج قرح الفراش في الوقت المناسب، فقد تتطور إلى الاصابة بالتهاب عميق في الأنسجة، وقد يصل الضرر إلى العظم نفسه. في بعض الحالات، تضعف مناعة المريض بعد جراحة أو مرض مزمن، مما يجعل الجسد أكثر عرضة للالتهاب والعدوى المستمرة.

العلاج المتاح 

يختلف العلاج بحسب مرحلة القرح ومدتها. في المراحل المبكرة، قد تساعد  العلاجات الموضعية مع تغيير الوضعية بانتظام. أما الحالات المتقدمة فتتطلب تدخلًا طبيًا يشمل الأدوية الخاصة، الحقن الدورية التى يصفها الطبيب وحده  والتي تعزز التئام الأنسجة، وأحيانًا الجراحة لإزالة الأنسجة التالفة أو إصلاحها أو تنظيف المنطقة المصابة.

نصائح للوقاية

الوقاية أفضل الطرق دوما،  وذلك عبر الحرص على تهوية الجلد جيدا، التحريك الدوري للجسم، تقليل الضغط على المناطق المصابة، وتحسين التغذية وترطيب الجسم . كما يجب مراقبة الحالة الصحية العامة، خاصة بعد العمليات أو في فترات ضعف المناعة، لأنها سبيلا للمزيد من القرح.

زيارة مصدر الخبر