اليوم السابع, صحة 26 نوفمبر، 2025

نجح باحثون بجامعة كاليفورنيا، في تصميم علاج مناعي جديد  يناسب جميع أنواع سرطان البنكرياس، وهو المرض الذى ظل مقاوماً بشدة للتقدم العلاجي لعقود من الزمن.

وفي دراسة نشرها موقع “Medical xpress”، نقلا عن مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم ، شرح الفريق بالتفصيل كيف يمكن للعلاج، المسمى العلاج بالخلايا CAR-NKT، تعقب أورام البنكرياس وتدميرها حتى بعد انتشارها إلى أعضاء أخرى.

صعوبات علاج سرطان البنكرياس

يُعد سرطان البنكرياس من أخطر أنواع السرطان، حيث يُشخَّص معظم المرضى بعد انتشار المرض في جميع أنحاء الجسم، ويتراوح معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في حالات النقائل بين 2% و3%، وغالبًا ما يُقاس متوسط البقاء على قيد الحياة بالأشهر لا بالسنوات.

وقالت الدكتورة ليلي يانج، المؤلفة الرئيسية للدراسة،: “إن تطوير علاج يستهدف الورم الأولي ونقائله في الدراسات السريرية المسبقة، وهو علاج يمكن استخدامه في الصيدليات – يمثل تحولاً جوهرياً في كيفية علاج هذا المرض”.

تفاصيل العلاج الجديد

يستخدم هذا العلاج خلايا مناعية مُهندَسة وراثيًا، يُمكن إنتاجها بكميات كبيرة من خلايا جذعية دموية مُتبرَّع بها، وتخزينها جاهزة للاستخدام، ويُوفر هذا النهج خيارًا علاجيًا متاحًا فورًا بتكلفة تُقارب 5000 دولار أمريكي للجرعة، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بتكلفة علاجات الخلايا المُخصَّصة الحالية، والتي قد تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات وتتطلب أسابيع من وقت التصنيع، وهو ما لا يملكه الكثير من مرضى سرطان البنكرياس.

اختراق حصن السرطان

أحدثت علاجات الخلايا التائية المُستقبِلة للخلايا الخيمرية (CAR-T) ثورةً في علاج بعض أنواع سرطان الدم، إلا أنها واجهت صعوباتٍ في مواجهة الأورام الصلبة، مثل سرطان البنكرياس، حيث تُكوّن أورام البنكرياس حاجزًا واقيًا كثيفًا من النسيج الضام والخلايا المناعية الكابتة، مما يمنع الخلايا العلاجية من الوصول إلى السرطان، والأصعب من ذلك، أن هذه الأورام بارعةٌ في التمويه، إذ تُغيّر باستمرار علاماتها الجزيئية لتجنب اكتشافها.

للتغلب على هذه العقبات، يُسخّر فريق يانج نوعًا نادرًا وقويًا من الخلايا المناعية يُسمى الخلايا التائية القاتلة الطبيعية الثابتة، أو خلايا NKT، عندما تُزوّد بمستقبل مستضد هجين، أو CAR، يستهدف الميزوثيلين – وهو بروتين موجود في خلايا سرطان البنكرياس – تكتسب هذه الخلايا القدرة على مهاجمة الأورام من خلال آليات مستقلة متعددة في آنٍ واحد.

حتى عندما يحاول السرطان التهرب من أحد مسارات الهجوم بتغيير بصمته الجزيئية، فإن العلاج الجديد يستهدفه من زوايا أخرى متعددة في الوقت نفسه، و ببساطة لا يستطيع الورم التكيف بالسرعة الكافية.

وقد اختبر فريق جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس علاجهم باستخدام نماذج سريرية متقدمة مصممة خصيصًا لمحاكاة الظروف القاسية لسرطان البنكرياس البشري، وهي خطوة حاسمة تضع معيارًا أعلى للنجاح مقارنة بأساليب الاختبار القياسية، وفي هذه الاختبارات الصارمة، أظهرت خلايا CAR-NKT قدرات رائعة على توجيه الورم نحو الهدف.

وعند اختباره على نماذج مختلفة من الفئران المصابة بسرطان البنكرياس، بما في ذلك الأورام التي تنمو في البنكرياس، والأورام التي انتشرت إلى أعضاء أخرى والأورام التي تنمو تحت الجلد، نجح العلاج بشكل ثابت في إبطاء نمو الورم وإطالة فترة البقاء على قيد الحياة.

وحافظت الخلايا العلاجية على قدرتها على قتل السرطان حتى في بيئة الورم القاسية والالتهابية، وأظهرت علامات ضئيلة على الإرهاق، وهي مشكلة شائعة تتسبب في فقدان العلاجات الخلوية الأخرى لفعاليتها بمرور الوقت.

وبعد اكتمال جميع الدراسات السريرية الأولية، يستعد الفريق لتقديم طلبات إلى إدارة الغذاء والدواء لبدء التجارب السريرية.

اختراق فى مواجهة الأورام الصلبة.. علماء يطورون علاجا لـ سرطان البنكرياس

 

زيارة مصدر الخبر