اليوم السابع, صحة 3 يوليو، 2025

فى الكثير من الأحيان ينتاب البعض موجة من المشاعر الشديدة بشكل مفاجئ ومؤثر، وهو ما يطلق عليه “الفيضان العاطفي”، وقد تؤدى تلك الحالة مفرطة التحفيز، إلى الصعوبة فى التحكم في بالمشاعر أو التفكير بوضوح، بما قد يتسبب فى الانسحاب الذهني، أو الشعور بنوبات عاطفية، أو اللجوء إلى ردود فعل مثل الهروب أو العصبية، وفقا لموقع “Very well mind”.

أسباب ومحفزات الفيضان العاطفي

يمكن أن يكون أي شخص معرض للفيضانات العاطفية، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من صدمات سابقة ، أو ضغوط مزمنة، أو استعدادات وراثية، أو مزاجات غير منظمة قد يكونون أكثر عرضة لتجربة هذه المجموعة المكثفة من المشاعر.

كما أن أنماط التفكير السلبية قد تُفاقم أيضًا من الفيضانات العاطفية، مما يعني أن من لديهم تاريخ من الاكتئاب أو مستويات مرتفعة من القلق، خاصةً من يميلون إلى التهويل ، أو يفكرون بطريقة ” الكل أو لا شيء” ، أو يحملون معتقدات داخلية سلبية عن أنفسهم، هم أكثر عرضة لهذه التجربة العاطفية الجارفة.

إضافةً إلى ذلك، هناك اضطرابات شخصية معينة، مثل اضطراب الشخصية الحدية، تتميز بمشاعر حادة وسريعة التغير، لذلك  قد يكون الأفراد المصابون باضطرابات شخصية معينة ا أكثر عرضة للفيضانات العاطفية.

ويمكن أن ينشأ الفيضان العاطفي نتيجةً لمجموعة متنوعة من عوامل الضغط، والتى تشمل التذكير بصدمات أو تجارب سابقة أو التعمق فيها، أو ضغوطات الحياة الحالية أو الصراعات في المنزل أو العمل، أو فقدان شخص عزيز أو حزن كبير. ومن الأسباب الشائعة الأخرى للفيضان العاطفي مشاكل العلاقات، والقلق المستمر، وتعاطي المخدرات.

علامات الفيضان العاطفي

يختلف شكل الفيضانات العاطفية من شخص لآخر، ومع ذلك هناك بعض العلامات المميزة لتلك الحالة، وتشمل ما يلي:

الأعراض النفسية

الشعور بعدم السيطرة على عواطفك
عدم القدرة على التفكير بوضوح
زيادة احتمالية اتخاذ قرارات سريعة أو غير عقلانية
الحديث السلبي مع النفس
أفكار متسارعة
نوبات البكاء أو الشعور بأنك على وشك البكاء
الرغبة في الفرار أو الهروب من الموقف فورًا

الأعراض الجسدية

زيادة معدل ضربات القلب
تغيرات في نمط التنفس
إحساس بوجود عقدة في المعدة
التعرق
الاهتزاز

وتكمن صعوبة هذه الأعراض في أنها قد تتفاقم لتؤدي إلى الشعور بالمزيد من الذعر.

تأثير الفيضانات العاطفية على الصحة العقلية والعلاقات

يمكن أن يكون الفيضان العاطفي تجربةً ومؤلمةً للغاية لنا في الوقت الحالي وعلى المدى البعيد، وإذا لم يعالج، فقد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات مع الاخرين، حيث يمكن أن تؤدي هذه المشاعر غير المنضبطة إلى زيادة القلق والاكتئاب، وتوتر العلاقات بسبب الانفجارات غير المنضبطة، وانخفاض احترام الذات.

بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من الفيضانات العاطفية المتكررة صعوبة في حل المشكلات واتخاذ القرارات، وقد ينعزلون عن العلاقات أو ينسحبون منها تمامًا.

التعامل مع الفيضانات العاطفية

عند التعرض لهذه الحالة، يوجد عدد من الخطوات التى يمكن أن تساعد فى استعادة السيطرة على الحالة العاطفية، مثل:

حدد المحفزات الخاصة بك

إحدى الخطوات الأولى لتجنب الفيضان العاطفي هي معرفة ما لديه القدرة على التسبب فيه في المقام الأول، ويمكن أن تتراوح هذه الأسباب من بعض موضوعات المحادثة أو الأشخاص في حياتك، إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، إلى عدم تحريك جسمك بشكل روتيني بطرق صحية.

تمارين التنفس

” تمارين التنفس المتعمدة، مثل 4-7-8 أو التنفس الصندوقي، يمكن أن تؤدي إلى إبطاء الجهاز العصبي مؤقتًا ويمكن أن تخرجك من الحالة المزاجية المرتفعة.

مارس المزيد من التعاطف مع الذات

من المهم جدًا أن تكون على دراية بحوارك الداخلي وما تقوله لنفسك في هذه اللحظات العاطفية المتوترة، في الواقع تُظهر الأبحاث أن ممارسة التعاطف مع الذات تُحسّن صحتك العامة، لذلك إذا بدأت تتحدث بسلبية عن نفسك، فغيّر مسارك وقل شيئًا إيجابيًا عن نفسك، وإذا كنت لا تُحب أن تقول شيئًا لصديق أو فرد من عائلتك، فلا تقله عن نفسك.

تطوير ممارسة الرعاية الذاتية

كوِّن مجموعة من أدوات العناية الذاتية التي تستمتع بها وتمنحك شعورًا بالراحة، وقد تشمل هذه الأدوات ممارسة الرياضة، أو المشي، أو النوم، أو القيام بأعمال يدوية، أو القراءة، أو الاستحمام المريح.

فكر في العلاج

لستَ مضطرًا لمواجهة تجربة الفيضانات العاطفية المستمرة بمفردك، وتقنيات التأقلم السابقة قد تُساعدك بالتأكيد، ولكن طلب المساعدة من متخصص قد يُسرّع طريقك نحو التخطى.

زيارة مصدر الخبر